آه! لا تذكري الحاجة؛ فإن في حيازة أفقر الفقراء أشياء لا حاجة لهم بها، وإذا أنت قصرت حياة الإنسان على الضرورات وحدها فقد أنزلته منزلة البهائم السائمة. لو أن عليك وأنت سيدة ألا تلبسي من الثياب إلا ما يوجب لك الدفء؛ لم يكن لك حاجة بهذه الثياب الفاخرة التي ترتدينها وهي لا تكاد ترد عنك شيئا؛ بيد أن لك بها حاجة حتم لازبة. أيتها السماوات العلى، أولني الصبر، فالصبر حاجتي. ها أنت ذي أيتها الآلهة ترينني أمامك شيخا مسكينا، أناخ عليه الضعف والأسى معا، وشقي بهما كليهما. إن كنت أنت التي أغريت قلب هاتين الابنتين بأبيهما فلا تسخري بي، بل قوني على احتمال أذاهما بالرضى. أوح إلي آية الغضب الكريم، ولا تدعي سلاح النساء من قطرات ماء الشئون يجرح خدي الرجولة مني. لا يا أيتها الذئبتين لا، لا يكون ذلك. سأنتقم منكما كلتيكما انتقاما إذا ما بلغ مسمع الدنيا ... أجل، سأفعل أفعالا لا أدري الآن كيف تكون، ولكنها ستكون أحدوثة تذعر الدنيا برمتها، أتزعمان أنني سأبكي؟ لا، لن أبكي. إن لدي للبكاء ألف سبب، ولكن لا بد لهذا القلب أن يتمزق شذر مذر قبل أن تجهش لي عين ببكاء. أيها المجنون، لقد أدركني الجنون (الزوبعة قائمة على شدتها) . (يخرج لير وغلوستر وكنت والبهلول.)
كورنوال :
خير لنا أن ندخل الدار؛ الزوبعة آتية.
ريغان :
هذا البيت صغير لا يسع الشيخ وقومه.
غونوريل :
الذنب ذنبه، لقد هجر الراحة الخفض بملكه؛ فليذق عاقبة جنونه.
ريغان :
أنا على استعداد لإيوائه على الرحب هو وحده. أما أتباعه فلا.
غونوريل :
Shafi da ba'a sani ba