فأردف الرجل بجفاف: إنك لا تأسفين على هذا يا عزيزتي.
فقالت ألين وهي تتناول الكأس بيدها: لست أعرف تماما.
وأخذت رشفة من الشراب، ثم ألقت باليد الأخرى فوق المنضدة، وكانت لا تزال ممسكة بالخطاب.
فسألها: ما هذا الذي معك؟
فوضعت الخطاب فوق المنضدة ثم قالت بخشونة: خطاب، كتبه لأمه، أو بالأحرى أملاه علي.
والتقط تولون الخطاب وفتحه، ولم تكن قد قفلت مظروفه بعد، وأخذ يتلوه، ثم أعاده إلى مظروفه، وألصقه عليه، ثم وضعه في جيبه وهو يقول: ليس فيه ما يضر، ولكن يجب ألا نرسله الآن، سوف أبعث به في الوقت الملائم.
وسكت قليلا ثم أخذ نفسا من سيجارته، وبعد لحظة قال: وأما من جهة النقود.
فرفعت عينيها إليه وقد غمرتهما الدموع وقالت باضطراب: إنني ألعب دورا قذرا يا تولون.
وأتمت في ابتسامة حزينة قصيرة: إنه فتى لطيف، بريء كالطفل، وفوق ذلك فهو يثق بي.
فأردف تولون بقلة اصطبار: بيد أنك يا عزيزتي لن تؤذيه في شيء، بل ولن نؤذيه نحن أيضا. ولكن خبريني هل يريد ذلك الفتى اللطيف كما تسمينه أن يصبح ملكا لفرنسا، أم أنه لا يرغب في هذا؟
Shafi da ba'a sani ba