وقالت له برقة: إنك ستكون يا لويسي ملك فرنسا يوما ما، فمن ستكون مغنية الأوبرا الصغيرة المتواضعة بالنسبة لك؟
فأردف بحرارة: إنني أتخلى عن أكثر من عرش فرنسا على ألا أفقدك أنت.
وجاء الرد سريعا وبغير خشونة: ماذا يكون من أمر فيرونيك كريستوف؟ - أوه فيرونيك!
وهز كتفيه مظهرا عدم اكتراثه بالموضوع.
فأتمت إليه بتنهدة حزينة قصيرة: إنهم يقولون إن كريستوف الكبير يعمل بكل قلبه لكي يجعل من ابنته ملكة لفرنسا.
فتدخل قائلا: لا تضيعي الوقت بالتحدث عن كريستوف الكبير. - إن لديه ملايين كما يقولون. - إنني أعبدك.
وأتمت بتنهدة أخرى أكثر عمقا: وليس من شيء يعجز المال عن إتيانه.
فغمغم يقول في حلم: إنك أجمل مخلوقة على وجه الأرض.
ولقد كانت عينا ألين واسعتين رجراجتين، فوقهما حاجبان رفيعان يرتفعان قليلا عن ركني أنفها الدقيق الصغير، فيعطيان لنظرتها تأثيرا خاصا يجتذب بعض الرجال الذين يحسون بالقوة والفخار لمجرد شعورهم بأنهم يحمون امرأة محبوبة ضعيفة لا سند لها، ولقد كانت هيئة ألين سان أماند تعطيها طابع المرأة العاجزة الضعيفة، وكان لويس - وهو المخنث الضعيف البنية - يشعر برجولته عندما تناديه عيناها بتلك النظرة المغرية، وكان يعبدها من أجل هذا الشعور بالقوة الذي يبعثه نداؤها منه.
وكان يحس بنشوة يكاد يذوب لها جسده، عندما تمر بأنامل يدها الجميلة المعطرة أمام وجهه وهي تربت على خده أو تعبث بشعره، وإنه ليغمض عينيه ويقول أو يفعل أي شيء في العالم تطلبه منه، بل لا شك أن يتنازل - لو طلبت - عن كل حقوقه في عرش فرنسا، وغمغم يقول: ماذا يبقى لي في الدنيا إذا لم تكوني معي؟!
Shafi da ba'a sani ba