Sarki a Gudun Hijira na Shekaru

Salah Hilal d. 1450 AH
48

Sarki a Gudun Hijira na Shekaru

ملك في منفى العمر

Nau'ikan

ذكرت دانيلا أنها تشكره دائما حتى عندما تقدم هي له خدمة؛ لأن هذا يشجعه ويشعره بالرضا، ويجعله يتعلق بها إلى حد ما، حتى إنه أصبح يبحث عنها طوال اليوم ويتبعها في كل مكان؛ لأنه يحتاج إلى الشعور بالأمان، وعندها فقط يشعر بالارتياح، وهو يعرف جيدا أنه يحتاج إلى الآخرين حتى لا يضيع. قال لها أبي ذات مرة: «أنا أسكن هذا البيت الذي بنيته وحدي، ولا يوجد حاليا أي من أفراد عائلتي هنا. أنا هنا وحدي مع المشرفات على رعايتي.»

وفي مرة سألني: «من غيرنا في البيت؟» فأجبته أنه لا أحد غيرنا هناك، وأننا وحدنا الآن، فبدا عليه القلق لسماع ذلك وقال: «هذا سيئ ، أنا أحتاج إلى رعاية، ودونها أضيع!»

كان مثل هذه الاستنتاجات يهز أعماقي؛ لأني لم أكن أظنه قادرا على تقييم الأمور بطريقة سليمة؛ لذلك قلت له بسرعة: «أنا هنا، وأنا سأعتني بك.»

فأشرق وجهه مجددا وقال: «أقدر لك أنك توفر وقتا لذلك.»

في يوم آخر قال: «لم يسد إلي أحد صنيعا أبدا، ولكن ربما تكون قد قمت أنت بهذا.» «نعم، ربما أحيانا.»

ولكنه عارضني بحسرة قائلا: «أنت لم تفعل أبدا شيئا من أجلي.»

كانت دانيلا أفضل من تتفاهم معه من المشرفات على رعايته، وكانا منسجمين لدرجة تثير العجب. ذات مرة كانت تريه صور زوجها، فقال أبي إنه يعرفه، ولكنها قالت إن ذلك مستحيل؛ لأنه يعيش في سلوفاكيا. فقال أبي: «أرى أنك إنسانة لطيفة حتى وإن كنت لا أصدق ما تقولين.»

فأصرت على أن زوجها لم يحضر أبدا إلى فورآرلبرج ولا يعرف حتى كلمة واحدة بالألمانية، وكررتها «حتى كلمة»، فقال أبي: «أنت امرأة لطيفة، ولن أزيد على ذلك.»

وحسب كلامها لم يكن البقاء معه مشكلة؛ فكل ما يحتاجه المرء هو الصبر. فعندما كان يرفض الاستيقاظ كانت تعطيه وقتا وتنتظر، وعندما يرفض حلاقة ذقنه لم تكن هذه أيضا مشكلة، فبعد نصف ساعة كان ينسى أنه رفض الحلاقة قبل قليل. كانت تقول إن لديها أربعا وعشرين ساعة لتنتظر.

أما باقي المشرفات فلم يكن يتفاهمن معه بنفس القدر؛ فعندما كان يرفض الانصياع كن يتضايقن، وكان أبي يتلقى ضيقهن بحساسية شديدة، وعندها كان لا يشعر بقيمة أي رعاية تقدم له. وكانت المواقف المحبطة تزيد من الشعور المتبادل بالإزعاج، ومع أننا كنا نزيد من دعم أفراد الأسرة في مثل تلك المواقف، فإن وتيرة الأيام التي كنا نصاب جميعا في نهايتها بالجنون كانت تتسارع. كنت أشعر أحيانا وأنا أغتسل برغبة في الهرولة هروبا من البيت، ومرة أخرى وأنا أمر بجوار خزانة الملابس راودتني رغبة في الجلوس بداخلها، وعندما كنت أجلس في الليل مرهقا وغير قادر على النوم كنت أتذكر المقولة اللاتينية: يا لها من ليلة لا تنتهي! •••

Shafi da ba'a sani ba