Tarjamar Wasiku Da Tambayoyi

Ibn Taymiyya d. 728 AH
89

Tarjamar Wasiku Da Tambayoyi

مجموعة الرسائل والمسائل

Mai Buga Littafi

لجنة التراث العربي

كلم محمدًا ﷺ وأمره ليلة المعراج وكذلك كلم آدم وأمره بلا واسطة وهي أوامر دينية شرعية وأما الأمر الكوني فقول القائل: أنه لا بواسطة خطأ بل الله تعالى خلق الأشياء بعضها ببعض وأمر التكوين ليس هو خطابًا يسمعه المكون المخلوق فإن هذا ممتنع ولهذا قيل إن كان هذا خطابًا له بعد وجوده لم يكن قد كون به بل كان قد كون قبل الخطاب وإن كان خطابًا له قبل وجوده فخطاب المعدوم ممتنع، وقد قيل في جواب هذا أنه خطاب لمعلوم لحضوره في العلم وإن كان معدومًا في العين وأما ما ذكره الفقير فهو سؤال وارد بلا ريب، وأما ما ذكره عن شيخه من أن آدم كان توحيده ظاهرًا وباطنًا فكان قوله " لا تقرب " ظاهرًا وكان أمره " بكل " باطنًا فيقال: إن أريد بكونه قال كل باطنًا أنه أمره بذلك في الباطن أمر تشريع أو دين فهذا كذب وكفر، وإن كان أراد أبه خلق ذلك وقدره وكونه فهذا قدر مشترك بين آدم وبين سائر المخلوقات فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، فكل ما كان من المكونات فهو داخل في هذا الأمر، وأكل آدم من الشجرة وغير ذلك من الحوادث داخلة تحت هذا كدخول آدم فنفس أكل آدم هو الداخل تحت هذا الأمر كما دخل آدم، وقول القائل: إنه قال لآدم في الباطن كل مثل قوله أنه قال للكافر: اكفر وللفاسق افسق، والله لا يأمر بالفحشاء، ولا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر ولا يوجد منه خطاب باطن ولا ظاهر للكفار والفساق والعصاة بفعل الكفر والفسوق والعصيان، وإن كان ذلك واقعًا بمشيئته وقدرته وخلقه وأمره الكوني - فالأمر الكوني ليس هو أمرًا للعبد أن يفعل ذلك الأمر بل هو أمر تكوين

1 / 88