فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر
لبس صورة العالم فظاهره خلقه، وباطنه حقه.
وقال بعض السلف: عين ما ترى ذات لا ترى، وذات لا ترى عين لا ترى، الله فقط والكثرة وهم.
قال الشيخ قطب الدين ابن سبعين: رب مالك، وعبد هالك، وأنتم ذلك، الله فقط والكثرة وهم: للشيخ محي الدين ابن عربي:
يا صورة انس سرها معنائي ... ما خلقت للأمر ترى لولائي
شئناك فأنشأناك خلقًا بشرًا ... تشهدنا في أكمل الأشياء
وطلب بعض أولاد المشايخ للحر ما يرى من والده الحج (١) فقال له الشيخ: طف يا بني ببيت ما فارقه الله طرفة عين.
وقال: قيل عن رابعة إنها حجت فقالت هذا الصنم المعبود في الأرض وإنه ما ولجه الله ولا خلا منه. وفيه للحلاج:
سبحان من أظهر ناسوته ... سر سناء لاهوته الثاقب
ثم بدا مستترًا ظاهرًا ... في صورة الأكل والشارب
قال: وله
عقد الخلائق في الإله عقائدًا ... وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
وله أيضًا:
بيني وبينك إني تزاحمني ... فارفع بحقك إنيي من البين
قال: وقال الشيخ شهاب الدين السهروردي الحلبي المقتول: بهذه البقية (٢) التي طلب الحلاج رفعها تصرف الأغيار في دمه، وكذلك قال
_________
(١) كذا والعبارة غير ظاهرة فلعلها محرفة
(٢) لعلها الأنية
1 / 62