Majmuc Rasail
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Nau'ikan
اصطفاء الأنبياء وتفضيل ذرياتهم
ثم افترض عليكم عبادته وعرفكم نعمته وبعث إليكم أنبيائه وأنزل عليكم كتابه، فيه أمره ونهيه، وما وعدكم عليه من الجنة من طاعته، وما حذركم عليه من النار في معصيته، فقال: ?ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم?[الأنفال: 42]، [وقال]: ?وما كان الله ليضل قوما بعد إذا هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم?[التوبة: 115].
وكان مما بين الله لكم أن جعل الأنبياء بعضهم ذرية لبعض، واصطفاهم بذلك على الناس وأكرمهم اختارهم واجتباهم إليه، فقال: ?إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم?[آل عمران: 33 - 34]، ثم قال: ?شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه?[الشورى: 13].
شرع لنبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ما شرع لهم، وأوصاكم بما أوصاهم، ونهاكم عن التفرق كما نهاهم.
فبعث الله نوحا وبينه وبين آدم من القرون ما شاء الله على دين آدم، واصطفاه كما اصطفى آدم، ثم من الله على نوح فنجاه وأهله إلا من خالفه، ونجا من اتبعه من المؤمنين، وليس كل من كان مع نوح في السفينة أهله، فقال: ?احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وماآمن معه إلا قليل?[هود: 40].
Shafi 94