وقد قال الله تعالى: ?يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهرة من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور?[الحديد: 12 - 14] وذلك أن الشيطان أوردهم في طاعته ومعصية الله تبارك وتعالى، ومناهم المغفرة بغير توبة إلى الله تبارك وتعالى فقال الله تعالى: ?فاليوم لا تؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير?[الحديد: 15].
فكان الذين أرسل إليهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أصناف: مؤمنا ومؤمنة، ومنافقا ومنافقة، والذين كفروا - أهل الأوثان، على غير دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم -، فمن لم يكن اسمه يوم القيامة من أهل الدعوة مؤمنا كان منافقا، ومن لم يكن اسمه منافقا، كان من الذين كفروا، ولا يدخل الله النار أحدا من أهل الدعوة حتى يلزمه اسم النفاق، فإذا سيق الذين كفروا إلى النار، وسيق الذين اتقوا إلى الجنة، ذهبت الأسماء كلها إلا الاسمان اللذان خلق الله تعالى عليهما الناس.
Shafi 37