Majmuc Rasail
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Nau'ikan
فإن قالوا: قد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن لا ندري إلى من أوصى. فإن في القرآن ما يستدل به على وصيه، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان خير الناس وأعلم الناس؛ فينبغي أن يكون وصيه من بعده خيرهم وأعلمهم، وأطوعهم لأمره، وأنفذهم لوصيته، وأوثقهم عنده.
وقد بين الله تبارك وتعالى الفضل في كتابه؛ فأفضلهم عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فضله الله في كتابه، وهو وصيه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ليختار غير الذي اختاره الله، فهلموا فلننظر في كتاب الله من أهل صفوته، وأهل خيرته؟ فإن الله تبارك وتعالى يقول: ?وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة?[القصص: 68].
وقال: ?والسابقون السابقون أولئك المقربون?[الواقعة:10 -11]. وقال: ?والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار? [التوبة:100]. وقال: ?لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا? [الحديد: 10]. وقال: ?والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان?[الحشر:10].
فجعل الله للسابق بالإيمان والجهاد فضيلة؛ فالفضل في السابقين دون الناس، وأول السابقين أفضل السابقين لما سبق به السابقين، لأن الله عز وجل فضل السابقين على التابعين. وقال: ? قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين? [يوسف: 108].
Shafi 141