Majmuc Rasail
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Nau'ikan
فلم يزل الفريقان يصدق بعضهم بعضا ويدل بعضهم على بعض، حتى دلوا على خيرة هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما اجتمعت عليه الأمة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ثم سألنا الفريقين حيث اجتمعوا على أن خيرة الله هم المتقون - فسألناهم - من هم؟
فقالوا: هم الخاشئون.
فقلنا: ما برهانكم عليه؟
فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب?[ق:31 - 33]. وقوله: ?وضياء وذكرا للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون? [الأنبياء: 48 - 49].
فقبلنا منهم، وشهدنا أن المتقين هم الخاشئون.
ثم سألنا الفريقين عن الخاشئين؟
فقالوا: العلماء.
فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟
فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور? [فاطر: 28].
فقبلنا منهم، وشهدنا أن الخاشئين هم العلماء.
ثم سألنا الفريقين عن أعلم الناس من هو؟
فقالوا: أعمل الناس بالعدل.
فقلنا: ما برهانكم عليه؟
فقالوا: قول الله تبارك وتعالى: ?يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم? [المائدة: 95]، فجعل الحكومة لأهل العدل وأهل العلم.
ثم سألنا الفريقين عن أعمل الناس بالعدل من هو؟
فقالوا: أدل الناس على العدل.
ثم سألناهم عن أدل الناس على العدل من هو؟
قالوا: أهدى الناس إلى الحق، وأحق الناس أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا.
فقلنا: ما برهانكم عليه؟
Shafi 132