إلا أن الإمام موسى الكاظم (ع) اعتذر من الإمام الحسين الفخي (ع) في عدم المشاركة في الخروج ، لثقل ظهره ، وكثرة ما يعول من الأبناء ، وقد كان (ع) خاف عليهم القتل بعده على حداثة أعمارهم ، وأما البيعة فقد أعطاها الإمام الحسين الفخي (ع) ، عندما سكت على إجماع من حضر على مبايعة الحسين (ع) ، ويؤكد بيعته ورضاه بإمامة الحسين (ع) هو تأييده الواضح الظاهر لهذا الخروج ، وذلك عندما قال : (( يا بني عمي أجهدوا أنفسكم في قتالهم ، وأنا شريككم في دمائهم ، فإن القوم فساق ، يسرون كفرا ، ويظهرون إيمانا )) ، وهنا تأمل قول الكاظم (ع) : ((وأنا شريككم في دمائهم )) ، لأن البعض يرى أن تخلف الإمام الكاظم (ع) عن المشاركة في المعركة ، كان لعدم رضاه عنها ، أو لأنه لا يرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا باطل قطعا ، فإن اعتقاد أئمة أهل البيت (ع) ، أتباع الإمام زيد بن علي (ع) في قعود الكاظم عن الخروج أنه إنما كان للعذر الذي اعتذر به ، وأنه حريص على تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إن لم يكن باليد فباللسان والقلب ، وكذلك كان حال والده الإمام جعفر الصادق (ع) مع النفس الزكية ، وما احتجنا إلى التنبيه على هذه المسألة ، إلا لما رأينا من غلط الجعفرية من الشيعة على نسبة عدم المبايعة من الكاظم للفخي ، وذلك فيما رواه الكليني في الكافي ، وسننبه عليه عند الكلام عن ماهية البيعة باسم الرضا من آل محمد ، شعار أهل البيت (ع) .
Shafi 3