106

Majmuc Rasail Kazim

مجموع رسائل الكاظم2

Nau'ikan

Martani

وما لا نوافق عليه أن يكون قصد صاحب الصوارم : أن هؤلاء الأمراء يقعون تحت ضغوط سياسية لا قبل لهم بها ، ونتيجة لهذه الضغوط فإنهم عندما يخطبون لصاحب بغداد الخليفة العباسي يميلون إلى أهل السنة والجماعة ، وعندما يخطبون لصاحب مصر الخليفة العبيدي يميلون إلى الإسماعيلية ، وعندما يخطبون لصاحب اليمن الإمام الزيدي يميلون إلى الشيعة الزيدية !!! فخلفيتهم المذهبية سطحية كما قد ذكر هذا صاحب الصوارم على لسان سنوك : ( غير أنه من المؤكد أن سادة مكة في الحياة العملية كانوا يغيرون اتجاهاتهم السياسية بسرعة الريح، وهم أكثر سطحية في اعتقاداتهم الدينية، حيث لم يكونوا على مستوى عال من الثقافة والعلم ) ثم قام صاحب الصوارم بتأييد سنوك عندما قال : (أما سطحية اعتقاداتهم الدينية يعود لمنشأهم الريفي،فقد كان الشريف قتادة رحمه الله وقومه ظواعن بادية، ومتدينون بالفطرة!!، لايغالون في المذهبية، وجل اهتمامهم بالفروسية والشجاعة والكرم، والتطلع للإمارة، وهم بها أليق رحمهم الله.) والخلاف هنا حول لفظة ( اعتقاداتهم سطحية ) ، أي أنه ليس لهم مذهب ثابت !! فقد يتشكلون دينيا بسهولة بسبب سطحية اعتقاداتهم ، وعدم مغالاتهم في المذهبية !! وهذا قول باطل يرفضه العقل قبل النقل ، فالعقل أن يكون هؤلاء الأمراء متلونين سياسيا ولكن أن يكونوا متلونين مذهبيا !! فهذا أمر عظيم .

والحق أن معظم إن لم تكن جميع المصادر التاريخية تشير إلى أن المذهب الذي كان يدين الله به أشراف الحجاز أمراء وغير أمراء هو المذهب الشيعي الزيدي ، وأنه لادين يعرفون به في أزمانهم إلا الزيدية ، فتأمل أخي الباحث واطرح العنصرية جانبا ، تعرف مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وماذا كانوا عليه ، وهنا سنسوق أقوال المؤرخين في أهل البيت عليهم السلام المتقدمين والمتأخرين ومن هم أتباعهم وأنصارهم وخاصتهم .

Shafi 7