فعلام كان دين أهل البيت ؟ وعلام اتفقوا عليه على بعد ديارهم وانقطاع أخبارهم ؟ ولنتجه قليلا إلى أهل الحجاز العصبة العلوية الفاطمية في القرون الثلاثة الأولى وما يليها سنجدهم ( زيدية ) ؟ ثم فلنتجه إلى المغرب العربي سنجد أن المصادر التاريخية تثبت علاقة الزيدية بدعوة الإمام إدريس بن عبدالله عليه السلام ، ثم فلنتجه إلى بلاد الجيل والديلم ( يقال أنها اليوم روسيا والشيشان ويقال أنها شمال إيران ) سنجد أن العصبة العلوية الفاطمية هناك كانت على ( المذهب الزيدي ) ، ثم فلنتجه إلى الكوفة سنجد أن العصبة العلوية الفاطمية هناك كانت على المذهب ( الزيدي ) ، ثم فلنتجه إلى الديار اليمانية سنجد أن العصبة العلوية الفاطمية هناك على ( المذهب الزيدي ) . وستعرف قريبا أخي الباحث أن هؤلاء العلويون الفاطميون على اختلاف بلادهم كانوا يدينون الله بدين واحد ، ألا وهو مذهب الإمام زيد بن علي زين العابدين عليه السلام ، إلى أعصار متأخرة ، ثم تشكل الناس بفعل الظروف السياسية ، وربما الجهل ، وربما الإغترار بالكثرة ، نعم ! تشكل كثير من هؤلاء الفاطميون بمذاهب شتى ، ولكن الفترة التي بقي فيها هؤلاء السادة الأشراف على مذهب واحد - تقريبا إلى القرن التاسع - تجعلنا نعرف مذهب أهل البيت القدامى بكل وثوق وثبات .
وحان وقت دراسة اتصال أهل البيت عليهم السلام في الحجاز وغير الحجاز بالشيعة الزيدية ، وسنحاول قدر المستطاع ذكر المتقدمين مع المتأخرين ، كي ترسخ الصورة في عقل القارئ ، وسنعمل أيضا على إبطال التأولات المتعسفة التي تأولها صاحب الصوارم بما يخدم مراده .
Shafi 5