الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء، عن ثوبان به، وقد خطأه في ذلك أبو حاتم الرازي كما سيأتي ذكره، والصحيح رواية يحيى بن الحارث عن أبي أسماء نفسه. واسم أبي أسماء هذا عمرو بن مرثد (١)، وهو من جملة التابعين وثقاتهم، احتج به مسلم. ويحيى بن الحارث الذماري (٢) قارئ أهل الشام تابعي، سمع واثلة بن الأسقع وقرأ عليه القرآن، وقد وثقه يحيى بن معين (٣) وأبو حاتم (٤) وأبو داود ودحيم ويعقوب بن سفيان (٥) وابن حبان (٦)، ولم يضعفه أحد، وباقي رواته ثقات أيضًا محتج بهم في الصحيح خصوصًا طريق ابن ماجه وابن حبان فكلهم خلا يحيى بن الحارث احتج بهم في الصحيح، ولا مطعن في الحديث، وقد صححه أبو حاتم الرازي كما سيأتي وأخرجه ابن حبان في "صحيحه". قال ابن دحية ﵀: وليس في هذا الباب حديث له سند سوى حديث ثوبان فإنه من الأحاديث المسندة الحسان، والحسن ما نزل عن درجة الصحيح عند علماء هذا الشأن، ثم قال بعد ذلك: وقد زعم بعض المحدثين أن حديث ثوبان هذا صحيح، وزعمه ريح لما رأى الإِمام أحمد قد أخرجه في "مسنده" ثم ساق الطريق التي ذكرناها للإمام أحمد من حديث إسماعيل بن عياش، ثم قال: وإسماعيل بن عياش لا يجوز قبول حديثه. وذكر قول من ضعفه من الأئمة، ثم قال: وليس لهذا الحديث طريق صحيح. انتهى كلامه.

(١) انظر "تهذيب الكمال" (٢٢/ ٢٢٣ - ٢٢٤). (٢) انظر "تهذيب الكمال" (٣١/ ٢٥٦ - ٢٥٩). (٣) "الجرح والتعديل" (٩/ ١٣٦ رقم ٥٧٥). (٤) "الجرح والتعديل" (٩/ ١٣٦ رقم ٥٧٥). (٥) "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٤٦١). (٦) "الثقات" (٥/ ٥٣٠).