بنت الكمال، وخلق كثير.
وتفقه بالقاضي شمس الدين ابن مسلم ومجد الدين الحراني، ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية مدة، ولازم الحافظ أبا الحجاج المزي حتى برع عليه في الرجال، وقال (١) عنه: هو شيخي الذي انتفعت به كثيرًا في هذا العلم. وأخذ عن الحافظ الذهبي وغيره، وأخذ العربية عن أبي العباس الأندرشي.
وعُني بالحديث وفنونه ومعرفة الرجال والعلل، وبرع في ذلك، وتفقه في المذهب وأفتى، وقرأ الأصلين والعربية، وبرع فيها.
وكتب بخطه الحسن المتقن الكثير.
ودرَّس بالمدرسة الصدرية، والمدرسة الضيائية، والمدرسة العمرية، وغيرها، ثم ترك ذلك ولزم الاشتغال والعمل.
وسمع منه الحافظ الذهبي والسروجي وغيرهما.
وقد طاب الثناء عليه، ومن كلمات أهل العلم العطرة في الثناء عليه:
قال الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٥٠٨): الإمام الأوحد الحافظ ذو الفنون ... اعتنى بالرجال والعلل، وبرع وجمع، وتصدى للإفادة والاشتغال في القراءات والحديث والفقه والأصول والنحو، وله توسع في العلوم وذهن سيال.
وقال الذهبي في "المعجم المختص" (ص ٢١٥ - ٢١٦): الفقيه البارع المقرئ المجود المحدث الحافظ النحوي الحاذق صاحب الفنون .. وعُني بفنون الحديث ومعرفة رجاله وذهنه مليح، وله عدة محفوظات وتواليف وتعاليق مفيدة، كتب عني واستفدت منه.
_________
(١) "مختصر طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي (٤/ ٢٧٦).
1 / 11