الخطيب (١).
وأما الانقطاع والجهالة (٢) فيه فظاهرة.
فإن قيل: فقد روي بعض الحديث من وجه آخر، قال يزيد بن هارون: ثنا مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله ﷺ: "علي أقضى أمتي، وأُبي أقرؤهم، وأبو عبيدة آمنهم" ذكره الحلواني (٣) عن يزيد بن هارون، وهو إسناد صحيح إلى الحسن، ومسلم بن عبيد كنيته أبو نصيرة، وقد وثقه الإمام أحمد بن حنبل (٤) وغيره (٥).
فالجواب: إنه حديث مرسل، ومراسيل الحسن قد عُرف الكلام فيها، وأنها من أضعف المراسيل، والثابت عن عمر ﵁ من غير وجه أنه قال: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا".
قال أحمد (٦): ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال عمر: "علي أقضانا، وأبي أقرؤنا" (٧).
_________
(١) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (١١/ ٨٥): وفي حديثه غرائب ومناكير؛ لأنها عن الضعفاء والمجاهيل.
(٢) والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (١/ ١٤٥) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢٩) عن بشر بن موسى، عن عبد الرحيم بن واقد، عن بشير بن راذان، عن عمر بن صح، عن ركن، عن شداد بن أوس بنحوه، فصرح بتسمية المبهم، وهو ركن بن عبد الله الشامي، متروك، ترجمة في "الكامل" (٤/ ٩١ - ٩٢) و"الميزان" (٢/ ٥٤)
(٣) ذكرة ابن عبد البر في "الاستيعاب" (١/ ٨).
(٤) في رواية أبي طالب، كما في "الجرح والتعديل" (٨/ ١٨٩).
(٥) فهم يحيى بن معين في رواية ابن الجنيد (رقم ٤٠١) وقال في رواية إسحاق بن منصور: صالح. كما في "الجرح والتعديل" (٨/ ١٨٩) وذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٣٩٩) وقال: كان يخطئ على قلة روايته.
(٦) "المسند" (٥/ ١١٣).
(٧) رواه ابخارى (٨/ ١٦ - ١٧ رقم ٤٤٨١، ٨/ ٦٦٣ رقم ٥٠٠٥) من طريق سفيان -وهو الثوري- به.
1 / 80