238

تركتهم صغارا، وما فيهم اليوم إلا حاجب ذو مهابة، أو قائد ذو عصابة، فاستمر بي العزم استظهارا بهم: (إن الذليل الذي ليست له عضد) [1] ، وما زال الحاج في سخطه من ظلم السلطان، وبغداد كأسوأ المدن حالا، وما بقي في جانب الشرقي إلا بقايا دمن، ومكامن ريب وفتن، وخشارات [2] لم أعهدها أيام الخير والعمارة، وزمن العدل والنضارة، ورأيت دوري على الشط بقصر عيسى [3] ، والبصر بين مسافي ريح ومنابت شيح، ومنها إلى صرصر [4] فطلعت علينا بعدك العرب سعود وشموس، وانكشفت عنا نحوس ونحوس، ومنها إلى كوثى [5] ، والقصر والحمام، والكوفة والقادسية [6] ولحجنا [7] في البادية، وللإبل رغاء وعجيج [8] [95 ظ] ، وللناس بكاء وضجيج، فرقا من ذلك البر

Shafi 263