Majmuc Fatawa
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
Nau'ikan
وقد أوضح الله معناها في مواضع كثيرة من الكتاب الكريم، منها قوله سبحانه {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} (1) وقوله جل وعلا: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} (2) وقوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} (3) وقوله: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} (4) الآية، إلى غير ذلك من الآيات. وكلها تفسر هذه الكلمة، وتوضح أن معناها: إبطال العبادة لغير الله، وإثبات العبادة بحق لله وحده جل وعلا، كما قال سبحانه في سورة الحج: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير} (5) وقال في سورة لقمان: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير} (6)
فالله سبحانه وتعالى هو الحق، وله دعوة الحق، وعبادته هي الحق دون كل ما سواه سبحانه وتعالى، فلا يستغاث إلا به، ولا ينذر إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يطلب الشفاء إلا منه، ولا يطاف إلا ببيته العتيق، إلى غير هذا من أنواع العبادة، وهو الحق ودينه الحق سبحانه وتعالى، ومن أتقن هذه الأنواع الثلاثة: أعني أنواع التوحيد، وحفظها واستقام على معناها، علم أن الله هو الواحد حقا، وأنه هو المستحق للعبادة دون جميع خلقه، ومن ضيع واحدا منها أضاع الجميع فهي متلازمة، لا إسلام إلا بها جميعا، ومن أنكر صفات الله وأسماءه، فلا دين له، ومن زعم أن مع الله مصرفا للكون يدبر الأمور، فهو كافر مشرك في الربوبية بإجماع أهل العلم.
Shafi 39