142

Majmuc Fatawa

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

Nau'ikan

Fatawowi

وأخبر عز وجل أنه لا أضل ممن دعا غير الله وأن المدعوين من دونه - من الملائكة والأنبياء وغيرهم - يتبرءون من عابديهم وداعيهم، وأنهم غافلون عن ذلك لا شعور لهم به، فقال سبحانه: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} (1) {وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} (2) وقال سبحانه: {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون} (3) {فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين} (4)

والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة، وفيما ذكرناه منها كفاية ودلالة صريحة على أن العبادة حق الله وحده، وأنه لا يجوز صرف شيء منها لغيره سبحانه، فالواجب على أهل العلم أن يبينوا ذلك للناس، وأن يشرحوا لهم حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن قبله من الرسل، وأن يعلموهم ما جهلوا من ذلك، وأن يحذروهم من الشرك بالله عز وجل، وعلى الحكام أن ينفذوا أمر الله في عباده، ويمنعوهم من عبادة غيره، ومخالفة شريعته، على ما جاء في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مستعينين بعلماء الحق على معرفة ما جهلوا من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي

Shafi 128