Majmuc Fatawa
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
Nau'ikan
الخالق سبحانه، وأنه على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وأنه سبحانه لا يعجزه شيء، ومن المشاهد المعلوم - أيضا - البيضة، فإنها مخلوق جماد، ثم يجعل الله في ذلك الجماد الذي في داخلها - بالأسباب التي قدرها وعلمها عباده - طائر حيا سميعا بصيرا، والشواهد من مخلوقاته عز وجل على قدرته العظيمة وحكمته وعلمه الشامل كثيرة لا تحصى، وبما ذكرنا يتضح - لطالب الحق - بطلان هذه الشبهة التي شبه بها القائل في الكلام المنسوب إليه، ويعلم ذلك أنها من أبطل الباطل نقلا وعقلا، ومن الدلائل القطعية على بطلانها أن الله سبحانه قد خلق السماوات والأرض، وخلق جميع المخلوقات الجامدة والمتحركة بقدرته العظيمة وذلك أعظم وأكبر من جعل عصا موسى حية تسعى، كما قال الله سبحانه: {وفي الأرض آيات للموقنين} (1) {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} (2) وقال سبحانه: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (3) وقال تعالى: {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين} (4) {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم} (5) {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} (6) {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} (7) {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم} (8) {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} (9) {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} (10)
وأما قصة أهل الكهف فليس فيها بحمد الله ما تحيله العقول، بل أمرها أسهل وأيسر من قصة العصا، والله سبحانه قد أرانا شاهدا لها في أنفسنا، وذلك بما من به على العباد من النوم الذي قدره عليهم، وجعله رحمة لهم، لما يترتب عليه من إجمامهم من التعب، واستعادة قواهم بعد الكلال والمشقة وضعف القوى
Shafi 109