110

Majmuc Fatawa

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

Nau'ikan

Fatawowi

والأدوات التي يستطيعون بها أن يفعلوا ما ينفعهم، ويتركوا ما يضرهم، وأن يعرفوا بها الضار والنافع، والخير والشر، والضلال والهدى، وغير ذلك من الأمور التي مكن الله العباد من إدراكها بعقولهم وأسماعهم وأبصارهم وسائر حواسهم، وجعل لهم سبحانه عملا واختيارا ومشيئة، وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وأمرهم بالأسباب، ووعدهم على طاعته الثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، وعلى معاصيه العذاب الأليم، فهم يعملون ويكدحون، وتنسب إليهم أعمالهم وطاعاتهم ومعاصيهم؛ لأنهم فعلوها بالمشيئة والاختيار، كما قال عز وجل: {إن الله خبير بما تعملون} (1) ، {وما ربك بغافل عما يعملون} (2) ، {إن الله خبير بما يصنعون} (3) وقال سبحانه: {قد أفلح المؤمنون} (4) {الذين هم في صلاتهم خاشعون} (5) {والذين هم عن اللغو معرضون} (6) {والذين هم للزكاة فاعلون} (7) الآيات، وقال سبحانه: {والكافرون هم الظالمون} (8) وقال سبحانه: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} (9) والآيات في هذا المعنى كثيرة، وفي الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ما لا يحصى ولكنهم مع ذلك لا يخرجون عن مشيئة الله بهذه الأعمال وإرادته الكونية، كما قال عز وجل: {كلا إنه تذكرة} (10) {فمن شاء ذكره} (11) {وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة} (12) وقال سبحانه: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} (13)

Shafi 99