Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Nau'ikan
[ بعض المحن التي جرت على آل البيت ]
في الرواية عن علي عليه السلام: المحن إلى شيعتنا أسرع من السيل إلى الحدور، وفي الحديث: ((من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا، وللمصائب أبوابا)) رواه المرتضى بن الهادي عليهما السلام فكان مسنده في الرواية مفسرة؛ فمقالتهم أسست على المحن، ونشأت في أيام الهزاهز والقتل والفتن، تحاملت عليهم الأيام، وتظاهر أرباب الإجرام، فأول عادية عليهم بيعة السقيفة، ثم تبعها ظلم فاطمة الزهراء الشريفة، وسم سبطها الأكبر سرا، وقتل سبطها الأصغر جهرا، وصلب زيد بن علي عليه السلام بالكناسة، ومثل بولده يحيى في المعركة، وأتلف عبد الله بن الحسن وإخوته وبنو إخوته الطاهرين في المجالس المظلمة، والمطامير الضيقة، وقتل ابناه: النفس الزكية والنفس الرضية -محمد وإبراهيم- واحدا بعد واحد على الأمر بالقسط، والنهي عن الفجور، ومات موسى بن جعفر شهيدا بأيدي النصارى في فرش السمور، وسم علي بن موسى الرضا بيد المأمون، وهزم إدريس بن عبد الله إلى بلد الأندلس غريبا، ومات عيسى بن زيد في بلاد الهند طريدا، وقتل يحيى بن عبد الله بعد الأمان والإيمان، وظهور الآيات وواضح البرهان، وتجبر يعقوب بن الليث على علوية الطبرستان، وقتل محمد بن زيد بن الحسن بن القاسم بأيدي آل سامان، وفعل أبو الساح بعلوية الحجاز ما شاع في البلدان، من القتل والتشريد من هجرة الإيمان، وقتل قتيبة بن مسلم الباهلي عمر بن علي بعد أن ستر شخصه ووارى نفسه، ومثل ذلك ما فعل الحسين بن إسماعيل المصعبي بيحيى بن عمر الحسيني، وما فعل مزاحم بن خاقان بعلوية الكوفة؛ وعلى الجملة ليس في بيضة الإسلام بلدة إلا وفيها لقتيل طالبي بريئة، شرك في قتلهم الأموي والعباسي، قتل منهم فيهما ثلاثمائة ونيف وثلاثين نفسا من أعيانهم وفضلائهم
فليس حي من الأحياء نعرفه .... من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم .... كما تشارك أنسار على جزر
[شربوا الحمام في طاعة العزيز العلام، وما تجرعوا كأسا من الموت زعافا إلا عبتها شبيعهم] رحمة الله عليهم دونهم حراقا.
Shafi 122