Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Nau'ikan
فإن كان التقليد مخلصا فلم لا نقلدهم أمرنا؟ وإن كان الدليل متبعا فلم لا نقبل الدليل فيهم؟ وإذا كان ذلك كذلك فكيف يحسن الظن في معاديهم؟ وقد ثبت بما تقدم عداوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاديهم، وولايته لمواليهم، وحربه لمن حاربهم، وسلمه لمن سالمهم، وما حكم مبغض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندك وقد علمت أن من أبغضهم فقد أبغضه، وما حكم مؤذيه؟ وما حكم محاربه وهل يكون ذلك كفرا أم لا؟ وهل يعلم منزلة بعد الكفر بالله في معصية تبت إن كان لك بنفسك حاجة، أو كانت لك إلى الله رجعة، فكم من هالك فيهم وناج بهم، وهل تعلم إن كنت ممن يعلم أن فعل بني أمية وبني العباس فيهم سلام الله عليهم ما يسوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو يسره؟ فإن كان سره فكفاك من الدين انسلاخا، ومن الملة خروجا، ومن الإسلام مروقا، وكيف تجعل قتل الذين يأمرون الناس بالقسط دينا، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أقرب الناس موقفا مني يوم القيامة بعد حمزة وجعفر رجل منا أهل البيت خرج بنفسه فقاتل إماما ظالما فقتل)) فكيف تصوب من خطأه رسول الله، وتخطئ من صوبه؟ ولو كان الخروج على أئمة الظلم معصية لما عظم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حال من فعله ووعده بالقرب من مقامه المحمود، ولما أطبق علماء الأمة على تصويبه وتقوية أمره، كيف يكون هاديا للأمة ضال، ومقيم الحدود عليها محدود كما قال الشاعر:
Shafi 443