Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Nau'ikan
ومن (مسند ابن حنبل) حديث الأبواب الذي كانت إلى المسجد وسدها قال يوما: ((سدوا هذه الأبواب إلا باب علي))، فتكلم في ذلك ناس قال: فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي عليه السلام، فقال فيه قائلكم: والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته))، ثم كرره بأسانيده ثلاثا أو أربعا، في بعضه زيادات من قول أبي بكر وعمر والعباس ، وكل ذلك دليل على مزية الاختصاص توجب الإقرار بالتقديم؛ لأنه لا ينبغي للأمة أن تخرج من أدخله الله ورسوله وميزه على الكافة من خلاصة أصحابه رضي الله عنهم.
ومن (مناقب الفقيه ابن المغازلي) رواه بإسناده إلى عدي بن ثابت قال: خرج رسول الله المسجد فقال: ((إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا موسى وهارون وأبناء هارون، وإن الله أوحى إلي أن ابن مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وعلي وأبناء علي)) وقد رأيت المشابهة بين علي وهارون في هذا الخبر وفضله السكنى له دون البشر، وقد رواه بطرقه، وميلنا إلى الاختصار إلا أنه قال في بعض أحاديثه: ((فمن ساءه فهاهنا)) وأومأ بيده نحو الشام، يريد أن من كره ذلك فليبصر إلى إشارة إلى عظيم الإنكار تفضيل الله له، وقد أدخله حيث دخل وأدخله حيث دخل، وباهل به إذ باهل، وقرنه بنفسه في المؤاخاة، وهذا دليل على القطع على الباطل وصلاح المغيب، فمن أولى منه بالأمر لولا العصبية والحمية ودفع الآية الجليلة .
Shafi 417