Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Nau'ikan
وما ذكرنا في الكتب الظاهرة في أيدي الأمة دونما يرويه آباؤنا سلام الله عليهم وأشياعهم رضي الله عنهم فقلت فيه أبياتا أحببت إيداعها هذا المكان لأن راية رسول الله ردت مهزومة حتى كاد من لا بصيرة له ييأس من الفتح، فقال رسول الله ما قال من الخير، فقلت في ذلك:
قد عرفوا طرق التقديم لو عرفوا .... لكنهم جهلوا والجهل ضرار
ساروا برايته فاسترجعوا هربا .... والخيل تعبر والأبطال فرار
حتى إذا سد وجه الفتح أو فلجت .... خواطر من بني الدنيا وأفكار
نادى أبا حسن موفي مواعده .... صبحا وقدشخصت في ذاك أبصار
فجاء كالليث يمشي خلف قائده .... إذ كان في عينه ضر وإعوار
فقال خذها وصمم يا أبا حسن .... فكان فتح وباقي القوم صدار
فمج فيها بريق عمه عسل .... وريحه المسك لم يقصصه عطار
ومن (مسند ابن حنبل) بإسناده رفعه إلى الحارث بن حصين عن القاسم عن رجل من جعشم عن أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله يقول: ((اللهم أقول كما قال أخي موسى: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي، عليا أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا)).
فهذا كما ترى تصريح بما ذكرنا أولا من أن المراد بنزوله عليه السلام منه بمنزلة هارون من موسى الخلافة في القوم، والشركة في الأمر بالنصح الصريح، فاستغنيت عن التعليل فأي كشف أجلى من هذا.
Shafi 405