Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Nau'ikan
[ مبادئ الزيدية ]
وأما الفصل الثاني فيما هو الظاهر من مذهبهم الآن.
فاعلم أن الظاهر من مذهبهم تقديم علي عليه السلام في الإمامة على أبي بكر وعمروعثمان، واعتقادهم النص الاستدلالي دون الضروري خلافا للإمامية، وهم لا يسبون الصحابة ولا يفسقونهم وإنما يخطئونهم في ترك الاستدلال والإخلال بالنظر في النصوص الموجبة إمامة علي عليه السلام ويعيبون عليهم ،ويعيبون أفعالهم من دون كلام قبيح، ولا يمكن أحد أن يدعي على أحد من أئمة الهدى دعوى صحيحة بأنه سب أو آذى، وهذا منهاج علي عليه السلام فإنه كان في خطبته وأثناء محاوراته يشكو من القوم تقدمهم وأنه أولى بالأمر منهم، ويظهر أنه أغضى صبرا واحتسابا ونظرا للدين مخافة انشقاق العصا مع تربص أهل النفاق وقوة أهل الردة وقربهم من المدينة، وكانت الردة في سليم، وتميم، وأسد، وحنيفة، وعمان، وغطفان، والبحرين، ومهرة، وحضرموت في كندة وألفافها، والجند، فلم ير إلا ترك الشقاق نظرا للدين، وحسن قصد القوم في تحري قوة الإسلام، وتعظيم حاله والرمي من وراء حوزته، وبذل الوسع في تقوية قواعده، ولم يقع الخلل إلا فيما يتعلق بحقه عليه السلام فصبر واحتسب نظرا لصلاح الأمة وتحريا لقوة الإسلام، ولم يظهر منه سب ولا ذم للصحابة في خاصة ولا عامة ولا رضا ولا غضب، ونقول في معصيتهم إنها صحيحة، ولا نقطع بكونها كبيرة ولا يتضح لنا كونها صغيرة، فنرد أمرها إلى الله إلا أنها لا تقطع بكبرها، والكبيرة توجب الفسق، والفسق لا يكون إلا بالنص ولا يثبت بالقياس؛ لأن مقادير الثواب والعقاب لا طريق لنا إلى العلم بها.
Shafi 376