231

Majmuc

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

Nau'ikan

Fikihu Shia

الجواب عن ذلك، بالأدلة الحاسمة المانعة يرحمك الله : قد بينا كيفية استحقاقه سبحانه بما قدمنا من الصفات الثابتة له على الوجوه التي تثبت له، وعندنا أنه تعالى متكلم وليست صفة نفس كما ذكر أرشده الله تعالى، لأن معنى المتكلم هو الفاعل بعلمه من الأصوات المقطعة والحروف المنظومة المرتبة، والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه أنا متى علمناه فاعلا لما ذكرنا علمناه متكلما وإن جهلنا ما جهلنا، ومتى لم نعلمه فاعلا لما ذكرنا من الأصوات والحروف لم نعلمه متكلما وإن علمنا ما علمنا، فثبت من كونه متكلما ليس إلا أنه فاعل لما ذكرنا، وإذا كان ذلك كذلك لم تكن هذه الصفة من صفات النفس لأن صفة النفس لا تفتقر إلى مؤثر من علة وفاعل، وما قدمنا من تحقيق الكلام يفتقر إلى الفاعل، فثبت أنها أعني الصفة من صفات الفعل، وإذا كانت من صفات الفعل ومعلوم وجوب تقدم الفاعل على فعله لولا ذلك لخرج عن كونه فعلا، وإذا كان سبحانه متقدما على الكلام بطل ثبوته أزلا؛ لأن ما ثبت أزلا استحال تقدم غيره عليه، فقول من يقول بقدم الكلام قول باطل؛ فدلالة العقل والسمع مانعتان من القول بقدم الكلام.

* أما دلالة العقل فقد قدمنا بيان ماهية المعقول من الكلام أولا ولاشك في حدثه، ويدل على حدثه أيضا وجود بعضه في إثر البعض، لأن المتأخر محدث لسبق الأول له والأول محدث لانحصار الأوقات التي سبق بها الآخر لأنه لو سبقه سبقا لا أول له لما كان كلاما مفيدا.

Shafi 271