222

Majmuc

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

Nau'ikan

Fikihu Shia

المسألة الخامسة والثلاثون [ هل كان الله رازقا منعما فيما لم يزل؟ ]

قال تولى الله هدايته: استحقاق [صفة] كونه جوادا فيما لم يزل يبيح أنه تعالى واهب رازق منعم، فهل كان رازقا منعما فيما لم يزل، فيقتضي ذلك تضايف المنعم عليه المرزوق منه لاستحالة الرجوع بهذه الصفة على ذاته، بأن يكون منعما رازقا أو منعما عليه مرزوقا، لأن المنعم عليه المرزوق غير غني عن المنعم الرازق، فيكون مهما جاز ذلك غنيا بكونه رازقا منعما ولا غنيا بكونه منعما عليه مرزوقا، فيحصل تمانع الصفتين بالإثبات والنفي معا، أو فلا يكون رازقا [ولا] منعما فيما لم يزل إن كان لا وجود لمغير معه فيما لم يزل، ولا يجوز ذلك في حق ذاته، فما الوجه في كونه منعما رازقا فيما لم يزل تبع هي التضايف، والإلزام كون المنعم عليه المرزوق موجودا كما تقدم السؤال في الفصل المقدر زمانا؟.

الجواب: هذه الصفة التي هي كونه جوادا ثابتة له عز وجل أزلا وأبدا، على معنى أنه لا منعم على الحقيقة فيما لم يزال سواه؛ لأن أصول النعم وفروعها من عنده سبحانه، وليس كونه جوادا يقتضي كونه رازقا معطيا في وقت يستحيل فيه وجود الرزق والمرزوق، ومعلوم أن وجودهما في الأزل محال؛ لأن أحدهما لا يكون نعمة والآخر منعما عليه، والمنعم عليه الباري سبحانه أولى من أن يكون [هو] منعما على الباري، بل لا تنفصل النعمة من المنعم ولا من المنعم عليه لاشتراكهما في القدم الذي هو مقتضى صفة الذات الذي الشركة فيه توجب الشركة في سائر المقتضيات، فتجب المماثلة، وذلك يرفع التمييز والفصل، وكل ذلك باطل، والجواد هو الذي إذا سئل ما يحسن إيصاله إلى السائل أعطاه، ويسد الخلة وإن لم يسأل، ويغفر الزلة لمن زل، ويضاعف الجزاء على قليل العمل، ويعين الضعيف، ويجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء.

Shafi 262