Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Nau'ikan
المسألة الحادية والعشرون [ هل الفضل عرض أم جوهر؟ أم جسم؟ ]
قال تولى الله هدايته: إن كان عرضا فهو في محل، إذ لا عرض يقوم بنفسه، وإن كان عرضا لا في محل؛ فما الدليل على وجوده، وإن وجد مع انتفاء المحل فهو قائم بنفسه، ويبطل كونه عرضا، ويلزم إما أن يكون إما جسما أوجوهرا فردا، والزمان والفضل الذي تقديره تقدير الزمان لا يصح أن يكون جوهرا ولا جسما؛إذ هو عرض متضاعف كالطيف والفوق والتحت، وبالجملة العرض لا يكون سابقا للجوهر؟
الجواب: قد بينا كيفية العمل بالفضل بين القديم القادر وبين المقدور، وتقدم أحدهما على الآخر، وأنا لا نفتقر في العلم بتقدمه إلى علم زائد على أنه لا أول لوجوده، وكذلك لا نفتقر في العلم بالمقدور وحدوثه، إلى أزيد من العلم بأن لوجوده أولا، ولا يحتاج في العلم بذلك إلى فضل يكون جسما أو جوهرا أو عرضا، لأنه كان يكون الكلام في ذلك الجسم والجوهر والعرض كالكلام في المقدور لأنه مقدور أيضا، فإما أن يحتاج إلى فضل هذه حالة فيؤدي إلى القول بما لا نهاية له وذلك محال، وقد أدى إليه القول بأن الفضل يكون كذلك، فيجب أن يكون محالا، لأن ما أدى إلى المحال فهو محال.
وهذا قول رجع به إلى التحقيق كان خلقا إذ لا يحسن أن يقال: هل تأخر المقدور عن القادر بجسم أو جوهر أو عرض؟ وما فرع من الكلام إن كان الفضل جسما أو جوهرا أو عرضا هو كلام عليه إذ كان بتلك المشابهة، ولم يثبت بعد أنه بتلك المشابهة، فالكلام في هذه المسألة راجع إلى الأولى، لأنه قال: إن كان الفضل عرضا، وقد تقدم في الأولى أنه ليس بعرض، فإذا استحال الأصل استحال فرعه تبعا، وقوله: إذا كان عرضا استحال وجوده لا في محل غير مسلم، فإنا نجوز وجود بعض الأعراض لا في محل كما نذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى.
Shafi 241