193

Majmuc

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

Nau'ikan

Fikihu Shia

وقوله: هل يكون قادرا ولا مقدور؟ إن أراد هل يجوز كونه قادرا، ولا يصح منه إيجاد مقدوره، فذلك مناقضة ظاهرة، لأنا لا نعني بالقادر إلا من يصح منه الفعل، وإن أراد هل يكون قادرا ومقدوره معدوم فذلك شرط عندنا في كونه قادرا عليه؛ لأنه لو كان موجودا لاستحال منه إيجاده؛ لما بينا أولا من أنه لو كان موجودا لاستغنى عن موجود بوجوده، فالقادر إنما يوجد المعدوم، ويحصل له صفة الوجود، فإذا كان موجودا استغنى عن موجد يوجده، فالقادر إنما يوجد المعدوم ويحصل له صفة الوجود، فإذا كان موجودا استغنى عن موجد، والباري عز وجل متفضل بخلق العالم؛ لأنه لا دليل يوجب ذلك عليه فيوجد قدرا من مقدوراته دون قدر، وجنسا دون جنس، فلا يجب استمرار الإيجاد لفقد الموجب له، ولا اعتراض على المختار الحكيم فيما اختاره، فلا يلزم إلا ما قلنا والله الهادي.

Shafi 231