Majmacin Fawaidi
مجمع الفوائد
Nau'ikan
[التعليق على قوله: لا يخرج على قول أهل السنة والجماعة أصلا]
وقال أبو الحسين مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى: قوله: لايخرج على قول أهل السنة والجماعة أصلا. في الصفح المذكور (367).
يقال: سنة من وجماعة من، ياخيبة الداعي إلام دعى! لما قطع عمر بن عبدالعزيز رحمه الله سنة معاوية قال له عمرو بن شعيب: السنة السنة. فقال له: قبحك الله بل البدعة. هذا هو الأصل في التسمية وإن لم يقصده المتأخرون، ولما صالح الحسن السبط معاوية سموا ذلك العام عام الجماعة، وعلى هذا الأساس المنهار سموا أنفسهم أهل السنة والجماعة، أما سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجماعة الحق فهي مشتركة الدعوى بين فرق الأمة وأهل بيت النبوة الذين شهدت لهم آي التطهير والمودة والمباهلة وأخبار الكساء والثقلين والسفينة، أولى بذلك قطعا. وبالله عليك أيها الناظر المنصف المتدبر انظر كيف يدافعون وجوه النصوص النبوية بل والآيات القرآنية ويعطفونها على قول أهل السنة والجماعة بزعمهم بمجرد الهوى والعصبية، فالمعنى فإنها وإن بلغت أي مبلغ أو دلت أي دلالة، أو أقر أئمتهم وقدوتهم في الحديث: أنه لم يرد في حق أحد ماورد في الوصي أمير المؤمنين عليه السلام. فلايتصور أو يقدر أن يخالف قول أهل السنة والجماعة كأنهم يحاشون الكتاب والسنة عن أن تخرج عما أصلوه وأسسوه على طبق سنتهم وجماعتهم، وكل ذلك مما لم يقم عليه برهان ولا أنزل الله به من سلطان، وليس في أيديهم أي دلالة لامن كتاب ولاسنة على هذا الترتيب والتأسيس في الفضل الذي هو بيد الله يؤتيه من يشاء، وإنما صنعوه من عند أنفسهم وجعلوه من أصول الدين والشريعة يضللون من خالفهم فيه ويعدونه من أهل البدع مع أن الصحابة لم يدعوا ذلك لأنفسهم، وأول من ادعى الترتيب في الفضل على حسب الترتيب في الخلافة هو معاوية، وقد أجاب عليه أمير المؤمنين بما هو معروف، أما الصحابة فلم يدعوا ذلك وحاشاهم، وقد كانوا ولاسيما عمر يقرون بتفضيل علي وسبقه وعلمه وجهاده وقرابته ومما اشتهر: ((لولا علي لهلك عمر )) .
Shafi 345