123

ولقد اطلعت على تعليق لبعض الواضعين في وقتنا أطنب صاحبه في النهي عن الغيبة حتى خرج به الحال إلى التأويل لفرق الضلال والتكلف للجمع بين صرائح الحق وفضائح الباطل المختلق فجرأه ذلك إلى الاعتراض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما اتفقت عليه الأمة من ذمه للقدرية الذين تأول لهم وعلى كافة الأئمة إذ مباراتهم لهم بالسيف والسنان والقلم واللسان في جميع الأزمان لايحتاج إلى بيان، ثم إن الله يقول: ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)) [يونس:32]، ((ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض)) [المؤمنون:71] ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بأن أمته ستفترق إلى نيف وسبعين فرقة، كلها هالكة إلا فرقة وكم آيات تتلى وأخبار تملى.

ومن عجيب الزيغ وغريب الخذلان أنه في موضع له آخر شرع في اغتياب بعض الأئمة الذين فرض الله طاعتهم على الأمة، ومابلغ به ذلك إلا أن كشف الله تعالى قناع تقشفه حيث تنزه عن سب من سب الله سبحانه بإضافة القبائح إليه ثم وقع فيمن أوجب الله تعالى مودتهم عليه، فأما الأئمة فلم يضرهم من هو أبسط لسانا وأشد أركانا.

وإن ينبحوا سادات آل محمد .... فهل قمر من نبحة الكلب واجم

وقد كفانا نفسه بجرأته على الله تعالى وخوضه فيما لايعلم، ولولا وجوب رفع ماقد يقع على الجاهل به التغرير لكان جديرا أن لايجري بالخوض في هذيانهم قلم ولا تصدير، أطنين أجنحة الذباب تضير؟ ولكن قد ابتلي من هو فوقنا بمن هو دونهم. ومن العجائب _والعجائب جمة_ ماقاله العلامة محمد بن علي الأكوع في مقدمة كتاب كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة مالفظه: وأما مايروى أن أبا بكر قال: "الأئمة من قريش". وأنه حديث وخبر لايصح وإن رواه من رواه.

Shafi 124