بالقسط بين الناس، فوجدتك تميل إلى حيث ترجو ثمالة الكأس، أو تجهل إخراج القضايا على مقتضى القياس. فلأهجونك بما لم يهج به قاض من قبل، ولأشكونك إلى من يؤدبك بالعزل، أو تشتري عرضك مني ولي عليك الفضل. فندم القاضي على قضائه الخاسر، وقال: هذا جزاء مجير أم عامر. ثم أقبل على الشيخ وقال: قد فرضت في مالي من الزكاة نصابًا، فخذه وسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا. قال: فلما قبض الشيخ الذهب، نهض وقال لي: يا رجب، خذ من القاضي دينار الأدب. فقال القاضي: إنني بحكمك راض، فاقض ما أنت قاض. فتلقفت الدينار وخرجنا للحين، والقاضي يقول: إن الله لا يضيع أجر المصلحين. ولما فصلنا عن المكان، دعوت الشيخ إلى منزلي بالخان. فقال: إن نفسي لا تطيب بمقام، حتى أفتقد الناقة والغلام. قلت: وما ذاك يا حمة العقرب؟ فضحك حتى استغرب. وقال: أما الناقة فركوبتي التي جرت على أجرتها المخاصمة، وأما الغلام فخصمي الذي رأيته في المحاكمة. فقلت: وماذا حملك، على أن تحبط عملك؟ قال. وصلت إلى
1 / 44