قال: وكان المجلس حافلًا بأهل العيد، ومزدحمًا بالأحرار والعبيد. فعجبوا من بداهة الرجل وفكاهته، ونزهة لفظه ونزاهته. وقالوا: ما نراه أخطأ في الدعوى، لكنها أخطأت في الفجوى. فليجبر قلبها كل واحد بدينار، ولنجعلها زكاة عيد الإفطار. ثم حصبها كل بدينار حسب وعده، وقالوا لها: أنفقي مما رزقك الله حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده. فاستشاط الرجل وقال: أراكم قد أمرتموها بالإنفاق فقد جعلتموها لي بعلًا، وجعلتموني لها أهلًا. فلا تلبث أن تقول: قد استنوق الجمل، وتطلقني البتات لعكس العمل. قالوا: لله درك أيها الجندلة، فما تقول في المسألة؟ قال: قد رأيتم في الكتاب رأي العين، أن للذكر مثل حظ الأنثيين. فإن أحسنتم فإليكم، وإلا فكتاب الله عليكم. قالوا: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان، فقد أحسنت وما جزاء
1 / 30