163

Majmacin Al'amthali

مجمع الأمثال

Bincike

محمد محيى الدين عبد الحميد

Mai Buga Littafi

دار المعرفة - بيروت

Inda aka buga

لبنان

٩٩١- أَجْوَعُ مِنْ كَلْبَةِ حَوْمَلَ هذه امرأة من العرب، كانت تُجِيعُ كلبةً لها وهي تحرسها، فكانت تَرْبطها بالليل للحراسة وتطردها بالنهار، وتقول: الْتَمِسِي لنفسك لا مُلْتَمَسَ لك، فلما طال ذلك عليها أكلت ذَنَبها من الجوع، قال الشاعر، وهو الكميت، يذكر بني أمية ويذكر أن رِعايتهم للأمة كرعاية حَوْمَل لكلبتها: كما رضيَتْ جُوعًا وسوءَ رِعاية ... لكَلْبتها في سالِفِ الدهر حَوْمَلُ نُبَاحًا إذا ما الليلُ أَظْلَمَ دونَهَا ... وغنما وتَجْوِيعًا، ضلاَلٌ مضلل
٩٩٢- أَجْوَعُ مِنْ زُرْعَةَ هي كلبة كلنت لبني ربيعة الجوع، أماتوها جوعا ونُوعًا (النوع - بضم النون - العطش) .
٩٩٣- أَجْوَعُ مِنْ لَعْوَةٍ قالوا: هي الكلبة الحريصة، والجمع لِعَاء، ويقال: نعوذ بالله من لَعْوَة الجوع ولَوْعَته، أي حِدَّته، واللَّعْوُ: الحريص الجشِع.
٩٩٤- أَجْوَعُ مِنْ ذِئْبٍ لأنه دهرَه جائع، ويقولون في الدعاء على العدو "رماه الله بداء الذئب" أي بالجوع، هذا قول محمد بن حبيب، وقال غيره: معناه بالموت، وذلك أن الذئب لا يُصِيبه من العلل إلا علة الموت، ولذلك يقولون في مثل آخر "أَصَحُّ من الذئب" والأسد والذئب يختلفان في الجوع والصبر عليه، لأن الأسد شديدُ النَّهَم رغيبٌ حريصٌ وهو مع ذلك يتحمل أن يبقى أياما فلا يأكل شيئا. والذئب وإن كان أَقْفَرَ منزلا وأقل خِصْبا وأكثر كدًّا وإخفاقا فلا بد له من شيء يُلْقيه في جَوْفه، فإن لم يجد شيئا استعان بإدخال النسيم في جوفه، وجَوْفُ الذئب يذيبُ العظم، وكذلك جوف الكلب، ولا يذيبان نَوَى التمر وهو أضعف من العظم.
٩٩٥- أَجْوَعُ مِنْ قُرَادٍ لأنه يُلْزِق ظهره بالأرض سنةً وبطنه سنة لا يأكل شيئا حتى يجد إبلا.
٩٩٦- أَجَلُّ مِنَ الْحَرْشِ يضرب مثلا لمن يخاف شئيا، فيبتلى بأشد منه. وأصله أن ضبا قال لحسله: يا بني اتَّقِ الحرش، فقال: يا أبتِ وما الحرش؟ قال: أن يأتي الرجل فيمسح يده على جُحْرِكَ، ويفعل ويفعل، ثم إن جحره هُدِم بالمِرْدَاة فقال الحِسْل: يا أبت أهذا الحِرْش؟ فقال: ⦗١٨٧⦘ يا بني هذا أَجلُّ من الحرش. وفي كلام بعضهم "رُبَّ ثدي منكم قد افترشه، ونَهْب قد احْتَوَشه، وضبٍّ قد احْتَرَشَه".

1 / 186