Majmacin Al'amthali
مجمع الأمثال
Bincike
محمد محيى الدين عبد الحميد
Mai Buga Littafi
دار المعرفة - بيروت
Inda aka buga
لبنان
٩٧٩- أَجْسَرُ مِنْ قَاتِلِ عُقْبَةَ
قال أبو عمرو القعيني: هو عُقْبة بن سلم من بني هُنَاءة من أهل اليمن صاحب دار عُقْبة بالبصرة، وكان أبو جعفر وَجَّهه إلى البحرين، وأهل البحرين ربيعة، فقتل ربيعة قتلا فاحشًا، قال: فانْضَمَّ إليه رجل من عبد القيس، فلم يزل معه سنين، وعزل عُقْبة فرجَعَ إلى بغداد، ورحل العَبْدِي معه، فكان عقبة واقفًا على باب المهدي بعد موت أبي جعفر، فشدَّ عليه العبدِيُّ بسكين فوجأه في بطنه فمات عقبة، وأُخِذَ العبديُّ فأدخل على المهدي، فقال: ما حملك على ما فعلت؟ فقال: إنه قَتَلَ قومي، وقد ظَفِرْتُ به غير مرة، إلا أني أَحْبَبْتُ أن يكون أمره ظاهرًا حتى يعلم الناس أني أدركْتُ ثأري منه، فقال المهدي: إن مثلك لأهل أن يستَبقى، ولكن أكره أن يجترئ الناس على القُوَّاد فأمر به فضُرِبت عنقه، ويقال: إن الوَجْأة وقعت في شرجة منطقة عقبة، قال: فجعل المهديُّ يسائل العبدي، والعبدي يبكي، إلى أن دخلَ داخل فقال: يا أمير المؤمنين مات عقبة، فضحك العبدي، فقال له المهدي: مِمَّ كنت تبكي؟ قال: من خوف أن يعيش. فلما مات أيقنتُ أني أدركت ثأري.
٩٨٠- أَجْبَنُ مِنْ صَافِرِ
قال أبو عبيد: الصَّافِرُ كلُّ ما يصفر من الطير، والصفير لا يكون في سباع الطير وإنما يكون في خَشَاشها وما يُصَاد منها، وذكر محمد بن حبيب أنه طائر يتعلَّق من الشجر برجليه، وينكِّس رأسَه خوفا من أن ينام فيؤخذ، فيصفر منكوسًا طول ليلته وذكر ابن الأعرابي أنهم أرادوا بالصافر المصفورَ به، فقلبوه أي إذ صُفِرَ به هرب.
ويقولون في مثل آخر "جبان ما يلوي على الصفير" وأرادوا بالمصفور به التُّنَوِّطَ، وهو طائر يحمله جُبْنه على أن ينسج لنفسه عُشًّا، كأنه كِيسٌ مدلى من الشجر ضيق الفم واسع الأسفل، فيحترز فيه خوفا من أن يقع عليه جارحٌ، وبه يضرب المثل في الحِذْق، فيقال "أَصْنَعُ من تُنَوِّط" وذكر أبو عبيدة أن الصافر هو الذي يصفر بالمرأة المريبة، وإنما يجبن لأنه وَجل مخافة أن يظهر عليه، ⦗١٨٥⦘ وأنشد بيتي الكميت على هذا، وهو قوله:
أرجْوُ لكم أن تكونوا في مودتكم ... وقد ذكرتُ القصة بتمامها والبيتين عند قولهم "قد قلينا صفيركم" في حرف القاف.
1 / 184