============================================================
وفي رواية أبي داوود [5127] عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحوا بشيء لم آرهم فرحوا بشيء أشد منه، قال رجل: يا رسول الله الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المرء مع من أحب" وفي رواية الترمذي [3035) : حدثنا أحمد بن عبدة، حدثتا حماد بن زيد، عن عاصم، عن زر بن حبيش قال : آتيت صفوان بن عسال.. فذكر الحديث .
وفيه [3036) : عن صفوان قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فناداه رجل كان في آخر القوم بصوت جهوري جلف جاف (1)، فقال : يا محمد، يا محمد؛ فقال له القوم : مه؛ إنك نهيت عن هذا، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من صوته : "هاؤم 4، فقال: الرجل يحب القوم ولكا يلحق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المرء مع من أحب " قال : وهذا حديث صحيح: وفي طريق أخرى له (3030) صححها أيضا : "المرء مع من أحب يوم القيامة " زاد في رواية آخرى [2386) : " وله ما اكتسب " وقال : هاذا حديث حسن غريب البزار: حدثنا محمد بن إسحاق البغدادي، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا همام بن يحيى قال : سمعت إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : حدثني شيبة الخضري : أنه شهد عروة يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عاتشة رضي الله عنها : آن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا يجعل الله رجلا له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وسهام الإسلام : الصوم والصلاة والصدقة، ولا يتولى الله رجلا فيوليه يوم القيامة غيره، ولا يحب رجل قوما.. إلا جاء يوم القيامة معهم" قال : "والرابعة : لا يستر الله على عبد في الدنيا . . إلا ستر الله عليه في الآخرة"(2) انتهى ما رواه الحافظ عبد الحق رحمه الله قال مؤلفه محمد بن الحسن - عفا الله عنهما - : لا يخفى وجه الدلالة من هلذه الأحاديث الصحيحة الصريحة على آن من أحب قوما.. جاء معهم، وإنما الشأن في الحب، والغموض في تحقيق معناه؛ فإنه عزيز جدا، فلذلك لا تحصل المحبة لكل أحد، وأين (1) جوري: شديد عالى (2) أخرجه بنحوه الحاكم (19/1)، وأحمد (160/1)، والطبراني في " الكبير، (223/8).
Shafi 95