قال : فجاء إلى عمر / يشتكي إليه شدة الخراج ، فقال له عمر : ماذا | تحسن من العمل ، فذكر له الأعمال التي يحسنها ، فقال له عمر : ما | خراجك بكثير في كنه ما تعمل ، فانصرف ساخطا يتذمر ، فلبث عمر | ليالي ، ثم إن العبد مر به ، فدعاه فقال : ألم أحدث أنك تقول : لو أشاء | لصنعت رحى تطحن بالريح ! فالتفت العبد ساخطا إلى عمر عابسا ومع | عمر رهط ، فقال : لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها . | | فلما ولي العبد أقبل عمر على الرهط الذين معه فقال لهم : أوعدني | العبد آنفا . فلبث ليالي ، ثم اشتمل أبو لؤلؤة على خنجر ذي رأسين | نصابة في وسطه ، فكمن في زاوية من زوايا المسجد في غلس السحر ، | فلم يزل هنالك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة صلاة الفجر ، وكان | عمر يفعل ذلك ، فلما دنا منه عمر وثب عليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن | أسفل تحت السرة قد خرقت السفاق ، وهي التي قتلته ، ثم أغار أيضا | على أهل المسجد فطعن من يليه ، حتى طعن سوى عمر أحد عشر رجلا ، | ثم انتحر بخنجره ، فقال عمر حين أدركه النزف وانقصف الناس عليه : | قولوا لعبد الرحمن بن عوف فليصل بالناس ، ثم غلب عمر النزف حتى | غشي عليه .
Shafi 41