ونحرها وقال: شأنكم. فقلت: ما أكلنا من التي نحرت البارحة إلا اليسير. فقال: إني لا أطعم أضيافي الغاب. فأقمنا عنده أيامًا والسماء تمطر وهو يفعل كذلك. فلما أردنا الرحيل وضعنا في بيته مائة دينار وقلنا للمرأة: اعتذري لنا منه ومضينا. فلما متع النهار إذا رجل يصيح خلفنا: قفوا أيها الركب اللئام أعطيتمونا ثمن القرى، لتأخذنها وإلا طعنتكم برمحي فأخذناها وانصرف (للطرطوشي)

٢٩٥ قال القزويني: هي قلعة مشهورة على قلة جبل بالجزيرة ليس على وجه الأرض قلعة أحسن منها ولا أحكم ولا أعظم. وهي مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين وقدامها ربض عظيم فيه أسواق وفنادق ومدارس وربط. وضعها وضع عجيب ليس في شيء من البلدان مثلها. وذلك أن دورهم كالدرج كل دار فوق أخرى. وجل شربهم من الصهاريج المعدة في دورهم. وقال بعض الظرفاء في ماردين

حماها الله لي سكن ... لولا الضرورة ما فارقتها نفسا

٢٩٦ إذا مات ملك السودان عقدوا له قبة عظيمة من خشب الساج ووضعوها في موضع قبره. ثم أتوا به على سرير قليل الفرش والوطاء فأدخلوه في تلك القبة. ووضعوا معه حليته وسلاحه وآنيته التي كان يأكل فيها ويشرب وأدخلوا فيها الأطعمة والأشربة