التبكيت، وقصدت أن تكون لساني إذ تركت الجمعية ليكون لي في كل بلد محافل خطابية" (٤).
وفي مطبعة جريدتي المحروسة والعصر الجديد في الإسكندرية صدر العدد الأول من التنكيت والتبكيت في يوم الأحد ٦ يونيو ١٨٨١ صحيفة وطنية إسبوعية أدبية هزلية في هيئة كراسة بهدف تسهيل جمعها في مجلد في آخر كل سنة (٥) وقد كتب اسم هذه الصحيفة في الجزء العلوي من الغلاف بالخط النسخ بحجم كبير، وزين العنوان هلال ونجمة.
وعن موضوعات الجريدة وغايتها فقد أوضحها النديم في إفتتاحيته للعدد الأول منها حيث قال "إنما هي صحيفة أدبية تهذيبية تتلو عليك حكمًا وآدابًا ومواعظ وفوائد ومضحكات بلغة سهلة لا يحتقرها العالم ولا يحتاج معها الجاهل إلى تفسير" (٦) و"تصور لك الوقائع والحوادث بصورة ترتاح إليها النفوس وتميل، ويخبرك ظاهرها المستحسن المستهجن بأن باطنها له معان مألوفة، وينبهك نقابها الخلق بأن تحته جمالًا يعشق وحسنًا تذهب الأرواح في طلبه".
ويضيف النديم بجانب ذلك قوله "ولا تظن مضحكاتها هزءًا بنا ولا سخرية بأعمالنا فما هي إلا نفثات مصدور وزفرات يصعدها مقابلة حاضرنا بماضينا".
وعن أسلوب الصحيفة فقد ذكر النديم أنه ليس منمقًا بمجازات واستعارات ولا مزخرفًا بتورية واستخدام، ولا مفتخرًا بدقة قلم محرره، وفخامة لفظه وبلاغة عباراته، ولا معبرًا عن غزارة علمه وتوقد ذكائه وإنما هو "أحاديث تعودنا عليها، ولغة الفنا المسامرة بها لا تلجئك إلى قاموس الفيروز بادي، ولا تلزمك مراجعة التاريخ ولا نظر الجغرافيا، ولا تضطرك لترجمان يعبر لك عن موضوعها، ولا شيخ يفسر لك معانيها فهي في مجلسك كصاحب
_________
(٤) د. محمد أحمد خلف الله. عبد الله النديم ومذكراته السياسية. القاهرة الانجلو المصرية ١٩٥٦ ص ٥٥.
(٥) التنكيت والتبكيت: العدد الأول في ٦ يونيو ١٨٨١ ص ٣.
(٦) نفسه.
1 / 8