Mujallar Harshe Larabanci na Iraqi

Anastas Karmali d. 1366 AH
76

Mujallar Harshe Larabanci na Iraqi

مجلة لغة العرب العراقية - مجلة شهرية أدبية علمية تاريخية

Mai Buga Littafi

وزارة الأعلام

Inda aka buga

الجمهورية العراقية - مديرية الثقافة العامة

Nau'ikan

قال مبارك: لا حاجة لي الآن أن اذهب إلى تلك المدينة بل فلنرجع إلى دمشق الفيحاء قال هذا: وحملا أثقالهما ورجعا إلى الوطن العزيز ولما دخلا داره طيب خاطر أمرائه وأولاده ببشاشة وجهه وتلألوء جبينه. فأهلت امرأته وقالت: بارك الله في ذلك الرجل الذي شفاك من حزنك وغمك وهمك! فقال لها مبارك: (يا زهراء) أن الذي يشفاني هو الله نفسه لا ابن آدم. فإني لما تبطنت الصحراء وليس هناك ما يتعلق به قلبي جردني الله من حب الدنيا فاثبت في التواضع ثم باحتمال تلك الداهية الدهماء علمني الرأفة بالقريب ومحبته. وعليه فلا أريد أبدًا أن أعيش كما عشت سابقًا أي أن لا اهتم إلا بنفسي بل عقدت النية على محبة الغير والاهتمام بأمرهم مصلحا ما كنت قد أفسدته وراتقًا ما كنت قد فتقته.) والحق يقال: أن مباركًا منذ دخوله قصره المشيد اخذ بمساعدة الفقراء وإعالتهم وتسلية الحزانى وتطييب خاطرهم. ومنذ ذاك الحين تولد في قلبه سرور لا يشبه سرور وأيقن أن الفضيلة وحدها هي رسول السعادة والفرح وهناء العيش ورغده. ولم تنحصر السعادة ببيته فقط بل امتدت إلى حواليه ومنها إلى ما وراء مسقط رأسه حتى بدا الناس يقولون: أن مباركًا ليس مباركًا في ثروته فقط كما في السابق بل هو مبارك في فضله وفضيلته وفواضله.) وفي السنة الثانية ظعن مع عياله إلى تلك الفلاة الشهيرة التي

1 / 76