123
الدين الإسلامي والتوحيد
(تابع ما قبله)
٦ الوحدانية
لا نعلم بحثًا أ
أشرف موضوعًا. وأدعى إلى العناية والاهتمام بالنسبة للنوع الإنساني من هذا الموضوع السامي. إذ الغاية القصوى. والمطلوب الأسمى تخليص فطرة الإنسان مما ران عليها من ظلم الأوهام. وأوضار المعتقدات الباطلة. حتى يصل إلى مقام التوحيد. وتنزيه الآله سبحانه عن الشريك والولد. فلا يلبث حينئذ أن يكون عبدًا موحدًا مخلصًا في عبوديته. حكيمًا في عقيدته فإذا عقد فؤاده على هذه العقيدة وسرت أنوارها في أعماق سرائره. واخترق شعاعها طويات ضمائره، تحقق بعلم اليقين أو بعين اليقين أن لا معبود إلا الله. ولا نافع ولا ضار سواه. وأن الأنس والجن لو اجتمعوا على أن ينالوا أحدًا بخير أو يصيبوه بشر لما استطاعوا ذلك إلا بإذن الله وقضائه. وان كل مادونه تعالى وجود حائل. وظل زائل. وأن الملوك في قصورها. والكبراء في ثرواتها ورياشها مربوبون مملوكون لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا. ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا ليس الطريق لإثبات الوحدانية بالدلائل الواضحة بصعب على سالكيه. فإن من وجه العقل أولًا إلى النظر في الكون واستعمل الفكر فيما حواه من الترتيب والانتظام وارتباط الأسباب بالمسببات مع بديع الأحكام وعجيب الإتقان. اضطر إلى الحكم بأن هذا الكون صانعًا واحدًا لوحدة النظام في الأكوان قال الله تعالى (الله خيرًا ما يشركون. أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون أمن جعل الأرض قرارًا وجعل خلالها أنهارًا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزًا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون أمن نجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلًا ما تتذكرون. أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته ألإله مع الله تعالى الله عما يشركون. أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض ألإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) وقال جل ذكره (وآلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) وقال سبحانه (إن

6 / 1