Mujallar Bayan
مجلة البيان
Nau'ikan
معي إليها لأصرخن صرخة أخرى لا يبق أحد بالمدينة إلا صار بالباب ثم لأفتحنه ولأرينهم ما بي ولأعلمنهم أنك أردت أن تفعل كذا وكذا بفلان يعني غلامًا كان ابن سريج مشهورًا به فمنعتك وخلصت الغلام من يدك حتى فتح الباب ومضى ففعلت بي هذا غيظًا وتأسفًا وإنك إنما أظهرت النسك والقراءة لتظفر بحاجتك منه وكان أهل مكة والمدينة يعلمون حاله معه فقال ابن سريج أعزب أخزاك الله قال أشعب والله الذي لا إله إلا هو وإلا فما أملك صدقة وامرأتي طالق ثلاثًا وهو يخير في مقام إبراهيم والكعبة وبيت النار والقبر قبر أبي رغال إن أنت لم تنهض معي في ليلتي هذه لأفعلن ما قلت لك فلما رأى ابن سريج الجد منه قال لصاحبه ويحك أما ترى ما وقعنا فيه وكان صاحبه الذي نزل عنده ناسكًا فقال لا أدري ما أقول فيما نزل بنا من هذا الخبيث وتذمم ابن سريج من الرجل صاحب المنزل فقال لأشعب اخرج من منزل الرجل فقال رجلي على رجلك فخرجا فلما صارا في بعض الطريق قال ابن سريج لأشعب امض عني قال والله لئن لم تفعل ماقلت لأصيحن الساعة حتى يجتمع الناس ولأقولن أنك أخذت مني سوارًا من ذهب لسكينة على أن تجيئها لتغنيها سرًا وأنك كابرتني عليه وجحدتني وفعلت بي هذا الفعل فوقع ابن سريج فيما لا حيلة له فيه فقال امض لا بارك الله فيك فمضى معه فلما صار إلى باب سكينة قرع الباب فقيل من هذا فقال أشعب قد جاء بابن سريج ففتح الباب لهما ودخلا إلى حجرة خارجة عن دار سكينة فجلسا ساعة ثم أذن لهما فدخلا إلى سكينة فقالت يا عبيد ما هذا الجفاء قال قد علمت بأبي أنت ما كان مني قالت أجل فتحدثا ساعة وقص عليها ما صنع به أشعب فضحكت وقالت لقد أذهب ما كان في قلبي عليه وأمرت لأشعب بعشرين دينارًا وكسوة ثم قال لها ابن سريج أتأذنين بأبي أنت قالت وأين قال إلى المنزل قالت برئت من جدي إن برحت من داري ثلاثًا وبرئت من جدي إن أنت لم تغن إن خرجت من داري شهرًا وبرئت من جدي إن أقمت في داري شهرًا إن لم أضربك لك يوم تقيم فيه عشرًا وبرئت من جدي إن حنثت في يميني أو شفعت فيك أحدًا فقال عبيد واسخنة عيناه اذهاب ديناه وافضيحتاه ثم اندفع يغني:
أستعين الذي بكفيه نفعي ... ورجائي على التي قتلتني
ولقد كنت قد عرفت وأبصر ... ت أمورًا لو أنها نفعتني
4 / 70