الشيخ محمود بن عبد الله القاري

١٣٢٠ هـ / ١٣٩٧ هـ

من أكابر رجال التعليم بمكّة المكرمة الذين أوقفوا حياتهم منذ البداية حتى الوفاة على خدمة التعليم وتطويره في العهدين عهد الأشراف والعهد السعودي الزاهر. وامتد نشاطهم العلمي إلى البلاد الإسلامية الأخرى.

عاصر التعليم في البلاد الحجازية وفي المملكة العربية السعودية يوم كانت مدارسه معدودة ومراحله محدودة لا تتجاوز الثانوية، وعاصره وكان أحد بناته ومؤسسيه لما اتسع نطاقه وأسست أول كلية في الجزيرة العربية كلية الشريعة بمكّة المكرمة كنواة للتعليم الجامعي فكان من أوائل من تولى شؤونها وأسس نموها وتطورها.

ولد بمكّة المكرمة عام ١٣٢٠ هـ، ودرس بالمدرسة الصولتية المواد الدينية واللغة العربية والرياضية وتخرج فيها عام ١٣٣٧ هـ.

بدأ حياته الوظيفية خارج المدرسة الصولتية عام ١٣٣٩ هـ حيث عين معاوناً لمدير مدرسة ينبع التحضيرية، وبعد عام من تعيينه بها أصبح مديراً لها واستمر في هذا حتى عام ١٣٤٢ هـ حيث انتقل إلى جدة فعين مساعداً لمدير المدرسة الابتدائية.

قضى الأستاذ محمود قاري فترة من حياته بعيداً عن موطنه يؤدي رسالة التعليم ففي عام ١٣٤٤ هـ سافر إلى الهند ومنها إلى جاوة حيث مكث بها من عام ١٣٤٥ هـ إلى عام ١٣٤٨ هـ مشتغلاً فيها بالتدريس، وقد عين في جزيرة ((بورنيو)) مديراً لإحدى المدارس الأهلية. وفي عام ١٣٤٨ هـ عاد إلى أرض الوطن ليواصل جهاده العلمي. ومن ثم تقلّب في وظائف علمية وإدارية متعددة كان فيها مثالاً عالياً في الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن، وكان هذا عاملاً رئيسياً في تسنمه أعلى المناصب التعليمية آنذاك فما يعين في منصب حتى يرقى إلى آخر أعلى منه.

ففي عام ١٣٤٩ هـ عين مديراً لمدرسة الشبيكة التحضيرية بمكة، وفي نفس العام نقلت أعماله إلى التدريس بالمدارس الابتدائية وهي أعلى من المرحلة التحضيرية واستمر بها حتى نهاية عام ١٣٥٤ هـ.

ثم تعين مديراً للمدرسة السعودية بالمعلاء.