وقيل: كانت تحته امرأةٌ جميلةٌ فقتله بعض الناس ليتزوجها، والأول أكثر قائلًا.
وعلى كلِّ حال الذين قتلوا القتيل ادَّعوه على غيرهم، وسألوا من نبي الله موسى أنْ يسأل الله لهم ليُبيِّنَ لهم قاتل القتيل، فأمرهم الله جلَّ وعلا على لسان نبيه أنْ يذبحوا بقرة، ويضربوا القتيل بجزءٍ منها فيحيا القتيل ويخبرهم بقاتِلهِ، وهذا معنى قوله: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى﴾ أي: حين قال موسى لقومه لمَّا ادَّارؤوا في القتيل وتدافعوه - كلٌّ يدفع قتله عن نفسه إلى غيره: إن الله جلَّ وعلا يأمركم أنْ تذبحوا بقرة، وتضربوا القتيل ببعضها فيحيا ويخبركم بقاتله، وقرأ هذا الحرف جماهير القُرَّاء: ﴿يَأْمُرُكُمْ﴾ بضمّةٍ مشبعة على القياس، وَقَرَأَهُ أبو عمرو: ﴿يأمُرْكم﴾ بإسكان الراء، وزاد عنه الدُّوري باختلاس الضمّة، وقد قدمنا وجه ذلك في قوله: ﴿فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ﴾.
وقوله: ﴿أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ المصدر المنسبك من أنْ وصلتها هو متعلق الأمر وأصل أمر تتعدى بالباء، والأصل يأمركم بأنْ تذبحوا بقرة؛ أي: بذبح بقرة وضرب القتيل بجزء منها، كما عُدِّيَ بالباء في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [النحل: ٩٠]، والمصدر المُنسبك من أنْ وصلتها مجرورٌ بحرف محذوف، وحذف هذا الحرف قياسٌ مطردٌ كما عقده في الخلاصة بقوله: