قال الكرماني (١)
: فإن قلت: النيات جمع قلة كالأعمال، وهي للعشرة فما دونها، لكن المعنى: إن كل عمل إنما هو بنية سواء كان قليلًا أو كثيرًا.
قلت: الفرق بالقلة والكثرة إنما هو في النكرات لا في المعارف.
سؤال: فإن قيل: أهل النية أفضل من العمل أو العمل أفضل من النية؟
الجواب: قيل: العمل أفضل لأن نية الحسنة يثاب عليها حسنة واحدة، والفعل الحسن يثاب عليه عشرة، وما يثاب عليه عشرة أفضل مما يثاب عليه واحدة، ويدل على هذا قوله ﷺ: «من همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له سيئة» (٢) .
واستشكل هذا بقوله ﷺ: «نية المؤمن خير من عمله» (٣) فإنه يدل على أن النية أفضل من العمل.
وأجيب عنه بأجوبة منها: أن المراد بهذا الحديث أن النية وحدها خير من عمل بلا نية إذ لو كان المراد خير من عمله مع النية، يلزم أن يكون الشيء خيرًا من نفسه مع غيره، والقائل تفضيل العمل على النية مراده: العمل مع نيته أفضل من مجرد النية.
وقيل: إن هذا الحديث ورد على سبب وهو أن شخصًا من المسلمين نوى بناء