Majalis Wacziyya
المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري
Bincike
أحمد فتحي عبد الرحمن
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
Inda aka buga
بيروت - لبنان
Nau'ikan
Zantukan zamani
وعن ابن مسعود: «لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكون هم أحدكم آخر السورة» (١) .
قال النووي: وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراة جزئين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل.
قال ابن عباس ﵄: «لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله» .
وعن مجاهد (٢) ﵁: أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران، والآخر البقرة وحدها وزمنها وركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء، قال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل قال: واستحباب الترتيل للتدبر ولأنه أقرب إلى الأجل والتوقير، وأشد تأثيرًا في القلب، ولهذا استحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه.
وقال بعضهم: وأحب أن ثواب قراءة الترتيل أجل قدرًا، وثواب الكثرة أكثر عددًا.
الخامسة: في الحديث دلالة على أن أحدًا لا يحفظ القرآن العظيم إلا بعون الله وفضله وكرمه، قال تعالى:؟وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ؟ [القمر: ١٧] بخلاف التوراة والإنجيل فإنه لم يكن متيسرًا لحفظهما كتيسر حفظ القرآن العظيم الذي خصت به هذه الأمة المحمدية.
خاتمة غريبة: قال بعض الصالحين كان رجل يحفظ القرآن، وكان يحب الدنيا ويسعى لها، فلا تزداد منه إلا بعدًا فجاء إلي وقال: قد أصابني أمر أريد أن تكتمه على فقلت: ما هو؟ فقال: قد كنت ترى مني حب الدنيا وطلبها فرأيت الليلة في منامي قائلًا يقول لي تبيعني أربع سور مما تحفظه من القرآن بهذه بعشرين دينارًا، فقلت: نعم فطرح الدنانير في كفي، ثم انتبهت فلم أر شيئًا فطلبت أن أقرأ شيئًا من السور التي عينها فلم استطع، وقد جئتك لتلقينها في خلوة، قال: فخلوت به وجعلت أقرأ الآية من السور فيقرأها معي فإذا أمسكت عجز عن القراءة فبقينا على ذلك مدة فلم يحفظ منها آية، فقال لي بعد مدة: لا تتعب معي فإنها نزعت مني.
السادسة: ذكر الغزالي في أسرار القرآن فيمن يطرأ عليه نسيان القرآن بعد حفظه
(١) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/٢٥٦، رقم ٨٧٣٣) من قول عبد الله بن مسعود.
وأورده السيوطي في الدر المنثور (٥/١٥٨) وعزاه إلى ابن أبي شيبة.
(٢) هو: مجاهد بن جبير، ويقال: ابن جبير المكي، كان فقيهًا عابدًا ورعًا، من أئمة التفسير، روى عن جمع من الصحابة، توفي ﵀ بمكة وهو ساجد سنة (١٠٢هـ)، وقيل (١٠٣هـ) .
انظر: مشاهير علماء الأمصار (ص ٨٢)، وتهذيب التهذيب (١٠/٢٨٤)، وحلية الأولياء (٣/٢٧٩) .
1 / 243