153

Majalis Wacziyya

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

Bincike

أحمد فتحي عبد الرحمن

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

ويشتاق إليهم، فيرجع إليهم. وقولها «ويتزود لذلك» مرفوعًا عطفًا على فيتحنث، وذلك إما إشارة إلى الخلاء وإما إلى التعبد، أو كان ﷺ يتعبد في غار حراء، ويتزود لمدة خلوته وتعبده والتزود اتخاذ الزاد، والزاد هو الطعام الذي يستصحبه المسافر. وقولها «ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها» أي: كان بعد الفراغ من التعبد في هذه الليالي يرجع إلى خديجة، فإذا جاء وقت الليالي يتزود لمثلها أي: يصحب معه زاد يكفيه لمثل تلك الليالي. وخديجة هي: أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية، كانت تدعي في الجاهلية بالطاهرة (١) ، وكانت أكثر قريش مالًا وأعظمهم شرفًا، وهي التي وآزرته على النبوة، وهاجرت معه وواسته بنفسها ومالها، فإن العرب كانت تتمادح بكسب المال ولاسيما قريش، وكان النبي ﷺ قبل البعثة في التجارة، وخديجة كانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم عليه بشيء معلوم فلما بلغها حدث رسول الله ﷺ وعظيم أمانته، وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره. وفي سيرة ابن مغلطاى: أنها استاجرته على أربع بكرات فقبل النبي ﷺ وخرج في مالها مع غلام يقال له: ميسره، قال البرهان: وميسره هذا لا علم أحدًا ذكر له إسلامًا، وكأنه توفى قبل النبوة، ولو أدرك النبوة لأسلم، فلما أرسلت ميسرة معه ﷺ قالت له: لا تعص لمحمد ﷺ أمرًا حتى قدم به سوق بصرى وهي مدينة حوران من أرض الشام. فإنه ﷺ دخل أرض الشام أربع مرات: المرة الأولى: مع عمه أبي طالب وكان عمره اثنتى عشر سنة على أصح الأقوال الثلاثة فرآه بحيرا الراهب قال الذهبي في تجريده: بحيرا رأى رسول الله ﷺ قبل المبعث وآمن به ذكره ابن منده في الصحابه. واسم بحيرا «جرجيس» فلما رأى رسول الله ﷺ عرفه بصفته فأخذ بيده وقال هذا سيد العالمين هذا يبعثه الله للعالمين فقيل له: وما علمك بذلك فقال: إنكم حين أشرفتم

(١) قاله الزبير بن بكار رواه عنه الطبرانى في الكبير (٢٢/٤٤٧، رقم١٠٩١) من قوله، وكذا ابن عساكر في التاريخ (٣/١٣١) . انظر ترجمتها في: (الثقات ١/٤٤، والاستيعاب ٤/١٨١٧ ترجمة: خدبجة بنت خويلد برقم: ٣٣١١، والإصابة ٧/٦٠٠، ترجمة: خديجة بنت خويلد برقم ١١٠٨٦) .

1 / 198