قال: وأخبرنا أبو العباس قال: ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس، وعجرفية ضبة، وتلتلة بهراء. فأما عنعنة تميم فإن تميمًا تقول في موضع أن: عن. تقول: عن عبد الله قائم. قال: وسمعت ذا الرمة ينشد عبد الملك: أعن ترسمت من خرقاء منزلة قال: وسمعت ابن هرمة ينشد هارون، وكان ابن هرمة ربى في ديار تميم:
أعن تغنت على ساق مطوقة ... ورقاء تدعو هديلًا فوق أعواد
وأما تلتلة بهراء، فإنها تقول: تعلمون، وتعقلون، وتصنعون، بكسر أوائل الحروف.
ويقال نفض الديك عفريته، إذا انتفض.
وأنشد:
كأنى غداة البين يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
قال: أبكى فتجرى دموعي، كما تدمل عين ناقف الحنظل.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: " أخذة رابية ". قال: زائدة. " يكن له كفل منها " قال: حظ ونصيب.
الهرف: سرعة النبات. وأنشد لامرىء القيس:
يا هند لا تنكحي بوهة ... عليه عقيقته أحسبا
مرسعة بين أرباقه ... به عسم يبتغى أرنبا
ليجعل في ساقه كعبها ... حذار المنية أن يعطبا
ولست بخزرافة في القعود ... ولست بطياخة أخدبا
ولست بذي رثية إمر ... إذا قيد مستكرهًا أصحبا
قال: البوهة طائر يشبه البومة. عقيقته: شعره. الأخدب: الذي يركب رأسه ولا يبالي. والأحسب: إلى السواد. يبتغى أرنبًا، ليأخذ عظمها فيصيره عليه من خشية الجن. والخزرافة: يضطرب في جلوسه. والإمر: الضعيف، شبهه بالجدى. ورجل مرثوء: ضعيف العقل؛ ومرثو، بلا همز: وجع. الرثية: الوجع.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: " وأدبار السجود " قال: اختار الكسائي في السجود فتح الألف، على الجمع؛ لأن لكل سجدة دبرًا. والنجوم لها دبر واحد في السحر، فتقول " وإدبار النجوم " " وأدبار السجود ".
قال: والذكاء بلوغ كل شيء، من الشر وغيره. والذكاة منه أخذت، وفي الحديث: يذكيها بالأسل، أي يذبحها بالحديد.
وأنشد لذي الرمة:
رمتني مي بالهوى رمي ممضع ... من الوحش لوط لم تعقه الأوالس
قال: الألس: ذهاب العقل؛ مسلوس ومألوس، أي ذاهب البدن والعقل. وممضع: مطعم للصيد: والأوالس: الدواهي. لوط، يقال التاط به، إذا لزمه. وأنشد أيضًا له:
بعينين كحلاوين لم يجر فيهما ... ضمان، وجيد حلى الشذر شامس
يقال: بالرجل ضمان، أي زمانة. والضمانة: العشق؛ ورجل ضمين وضمن، إذا كان عاشقًا. قال أبو العباس: ويروى هكذا بالخفض، وإن كان يجوز أن يرفع.
ويقال اقلولي، إذا انتصب. واشمعل: سار سيرًا خفيفًا سريعًا. ويقال جاءنا بدراهم حرش لو مشت الأرنب عليها لحفيت. قال: قصدت الأرنب بالمثل لأنها لا تحفى. والحرش: الخشن الجدد، التي يبين كتابها ويظهر.
" وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ". قال: يتقدم الوضيع الشريف فيأنف الشريف أن يسلم؛ لأنه قد تقدمه في الإسلام.
وقوله تعالى: " أتصبرون " قال: أتصبرون على هذا التأديب، أم لا؟ يقال: ألحد ولحد في الدين، وفي الكلام، والقبر، إلا أنهم يختارون في الدين الإلحاد وفي القبر اللحد، وهو الميل في الأصل.
ويقال: عذب عن الشيء، إذا تركه؛ وأعذبته أنا. ومنه قول الأعشى:
فبات عذوبًا للسماء كأنما ... يوائم رهطًا للعروبة صيما
أي ترك كل شيء وقام يرعى السماء، كأنه يضاهي الصيم للجمعة في تركه الطعام والشراب. وقال: اعذبوا عن الدنيا أشد ما أنتم عاذبون عن شيء.
وقال: أعطه إن شاء معناه متى شاء فأعطه. لا تعطه إن شاء معناه متى لم يشأ فلا تعطه إذا لم يشأ ولا تعطه. ثم أملها فقال: أعطه إن شاء أي إذا شاء فأعطه. وأعطه إلا أن يشاء أي لا تعطه إذا لم يشأ. ولا تعطه إن شاء متى شاء فلا تعطه. ولا تعطه إلا أن يشاء معناه إذا شاء فأعطيه.
الأزم: إمساك الفم عن الطعام. والمظلومة: التي مطرت في غير وقتها.
وأنشد:
وصاحب صدق لم تنلني أذاته ... ظلمت وفي ظلمي له عامدًا أجر
هذا وطب سقي منه قبل أن يبلغ ويخرج منه الزبد.
الأمت: الاختلاف والالتباس، ومنه أخذ الارتفاع. ومنه أيضًا قيل ليس في الخمر أمت أي اختلاف في تحريمها. العوج: ما رئى متعوجًا والعوج: ما لم ير ولم يكن له شخص قائم.
1 / 21