وقال أبو العباس: فاعلت وفعللت وأفعلت، كله يجىء بالضم في الاستقبال، فيقولون أفعل ويفعل فيحذفون الهمز استثقالًا، وربما جاءوا بالأصل كقول الشاعر: وصاليات ككما يؤثفين ويقال فئون وفئين. وكل ما نقص اللام منه جمع بالواو والنون..
ويقال لهده الحمل، إذا فسخ سنامه.
أخبرنا محمد، قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب:
جاءوا مخلين فلاقوا حمضا ... وطلبوا النقض فلاقوا نقضا
وإن علوا من بعد أرض أرضا ... حسبتهم زادوا عليها عرضا
أي من كثرتهم تظنهم أكثر من سعة الأرض.
" يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه " قال: عن قتال فيه، كما تقول ضربت الرجل رأسه.
البدنة من الإبل، وقد قال بعضهم: من الإبل والبقر.
وأنشد للفرزدق:
يا أيها المشتكى عكلا وما جرمت ... إلى القبائل من قتل وإبآس
إنا كذاك إذا كانت همرجة ... نسبى ونقتل حتى يسلم الناس
قال: بمت: لم قلت من قتل وإباس. فقال: ويحك فكيف أصنع وقد قلت: حتى يسلم الناس؟ قال: قلت: فبم رفعته؟ قال: بما يسوءك وينوءك.
قال أبو العباس: وإنما رفعه لأن الفعل لم يظهر بعده، كما تقول ضربت زيدًا وعمرو، لم يظهر الفعل فرفعت: وكما تقول: ضربت زيدًا وعمرو مضروب.
وأنشد: ولا صلح حتى تضبعون ونضبعا قال: تمدون أيديكم إلينا بالسيوف ونمد أيدينا.
وأنشد لإبراهيم بن الأسود النخعي:
وقلت لعبد الله إنك واحد ... ومثلك في هذا الأنام كثير
قطعت إخائي ظالمًا وهجرتني ... وليس أخي من في الإخاء يجور
أزور وتجفوني ولست بنازح ... وإن الفتى تجفوه ثم يزور
... كبير العقل ... والذي ... ... في الكرام صغير
فلا تحسبن منحى لك الود خالصًا ... لضر ولا أنى إليك فقير
فكم من أخ لي ماجد وابن ماجد ... أغر كضوء الشمس حين تنير
إذا لم أزره لم يغب زيارتي ... وأعرف منه الود حين أزور
عليك سلام سوف دون لقائكم ... تمر سنون بعدهن شهور
وأكرم نفسي عنكم وأصونها ... إذا كدت من شوق إليك أطير
فهيهات هيهات الزمان الذي مضى ... وقد حدثت بعد الأمور أمور
فدونك حظى منك لست أريده ... طوال الليالي ما أقام ثبير
وما إن أبالي زرتني أم جفوتني ... وما منهما إلا على يسير
ولو أن بعضي رابني لقطعته ... وإني بقطع الرائبي لجدير
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: يقال يأيها الرجل، ويأيها القوم، ويأيها المرأة، ويأيتها المرأة؛ يذكر ويونث مع المؤنث، ولا يوجه يأيها إلا في الواحدة فإنها تذكر وتؤنث. قال: وقال سيبويه والخليل وأصحابهما: يا تنبيه، وها تنبيه، وأي المنادى، والرجل وما جاء بعد يأيها وصف لازم. قال: وهذا لا يصح. قال الفراء: الدليل على أنه ليس كما قالوا أنه يقال يأيهذا أقبل، فيسقط، الثاني الذي زعم أنه وصف لازم. ولكن قال الفراء: يأيهذا اكتفوا بالرجل من ذا، وبذا من الرجل، ويجمعون بينهما فيقولون: يا أيهذا الرجل. وأنشد:
أيهذان كلا زادكما ... وذراني واغلًا فيمن يغل
فجاء بهذا وأسقط الرجل. وتأويله يا أي ثم لم يعرف ما بعده فقال هو: هذا الرجل، فاستأنف به، فلذلك قالوا: يا أيهذا الرجل ذو المال، فردوا ذا المال على الرجل.
وأمل في هذا. قال: هذا تكون مثالًا، وتكون قريبًا، فإذا كانت مثالًا قلت هذا زيد، هذا الشخص شخص زيد، وإن شئت قلت هذا الشخص كزيد. وإذا قلت هذا كزيد قائمًا فهو حال، كأنك قلت: هذا زيد قائمًا. ولكنك قد قربته. وتكون تشبيهًا في: كزيد هذا منطلق، وكزيد قائم، وهذا يجرى مجرى الخبر.
قال: وقال سيبويه: هذا زيد منطلقًا، فأراد أن يخبر عن هذا بالانطلاق، ولا يخبر عن زيد، ولكنه ذكر زيدًا ليعلم لمن الفعل. قال أبو العباس: وهذا لا يكون إلا تقريبًا، وهو لا يعرف التقريب. والتقريب مثل كان، إلا أنه لا يقدم في كان، لأنه رد كلام فلا يكون قبله شيء.
1 / 11